“الثورة” تلتقي عدداً من جرحى العدوان الغادر على الكلية الحربية: جراحنا النازفة بوابة نصر قريب على الإرهاب وداعميه
الثورة – حمص – ابتسام الحسن وسهيلة إسماعيل:
لا تزال حمص تعيش لحظات الحزن والحداد بعد التفجير الغادر الذي طال الكلية الحربية بعد احتفال تخرج طلابها وسرق منهم أجمل لحظات الفرح وفي كل ساعة تقريباً يرتقي شهداء. وستبقى جراحهم النازفة عنواناً لأمل بنصر قريب على الإرهاب وداعميه ومرتكبيه.
صحيفة “الثورة” زارت الجرحى في المشافي العامة والخاصة والتقت عدداً منهم وعدداً من الأطباء والممرضين وكانت الحوارات التالية:
عدد من الجرحى تحدثوا فيها عن ألم اللحظة التي فقدوا فيها أحباء لهم ورفاق درب ومنهم الملازم الخريج محسن محمد حيث أكد لنا أن إصابته في تفجير الكلية الحربية بحمص لن تثنيه عن الصمود ومواصلة النضال من أجل تحرير كامل الأرض السورية وتقديم آخر نقطة دم من أجل الوطن.
الملازم الخريج جعفر عبد الكريم القاسم تحدث عن إصابته وكيف تحول فرحهم مع ذويهم إلى حزن بطعم الفقد والألم مضيفاً أن استهدافهم لن يثنيهم عن مواصلة النضال.
الجريح أحمد الصالح والد الشهيد غدير الصالح طالب سنة ثانية في الكلية الحربية تحدث بكثير من الألم كيف استشهد ابنه أمامه قائلاً إن سورية وأبناءها الشرفاء هم مشاريع شهداء مع ذويهم ما أكده اختلاط دماء السوريين من جميع محافظاتهم أمس.
المصابتان مايا الأحمد من دير الزور وصبا محسن قاسم من حماة تحدثتا عن إصابتهما بعد الانتهاء من حفل التخريج، مشيرتين إلى أن ما أصابهما هو جرح جديد يضاف إلى الجروح الكثيرة التي عاشتها سورية خلال الحرب الظالمة عليها.
من جانبه الدكتور ناصر إدريس مدير مشفى الباسل بالزهراء أكد لصحيفة الثورة جاهزية المشفى التامة من كادر طبي وتمريضي ومستلزمات طبية لأي طارئ حيث استقبل المشفى أمس /31 / إصابة جراء التفجير الذي استهدف الكلية الحربية بحمص منها / 21 / بحالة حرجة وفور وصول الإصابات تم العمل على تقديم الإسعافات اللازمة وتقييم الحالات وإجراء العمليات الجراحية منها / 14 / عملية نوعية كبيرة ما بين وعائية وصدرية وعظمية وبطن إضافة لفتح مستودعات الأدوية والمستلزمات الطبية حيث قدمت مديرية صحة حمص الدعم الكامل ولم يكن هناك أي نقص وأكد جاهزية المشفى للحالات الطارئة والقدرة على استيعاب كافة الحالات المرضية حين اللزوم.
من جهته الدكتور سمير حسين اختصاصي جراحة أوعية قال: أجريت ثلاث عمليات جراحية وعائية ناجحة وأكد توفر المستلزمات الطبية والدوائية حيث تمت متابعة كافة الحالات الواردة إلى المشفى.
من جانبها رئيسة التمريض العام في المشفى حنان علوش نوهت إلى وصول بعض حالات التوتر النفسي في بداية الأمر ومن ثم وصول الإصابات عبر منظومة الإسعاف معظمها حرجة إضافة لوصول شهيدين واستشهاد اثنين من الطلاب الضباط أثناء تواجدهم في المشفى ويوجد في المشفى حالياً / 19 / حالة ونوهت إلى استعداد المشفى وجاهزيته لمثل هكذا حالات.
في المشفى الأهلي التخصصي التقينا الدكتور سعد عيس مدير المشفى حيث أشار إلى استقبال عشر حالات جراء التفجير الإرهابي وكيف تعامل الطاقم الطبي بسرعة مع جميع الحالات كون المشفى واكب الكثير من التفجيرات في حي الزهراء بحمص. لافتاً إلى تقديم الإسعافات اللازمة وإجراء العمليات الجراحية وكان بعضها حرجاً والحالات المتبقية مستقرة منها أربعة من عائلة واحدة والطفل علي حافظ المحمد ثماني سنوات والمصابة جوهرة مخلوف حيث فقد ابنها إحدى كليتيه والمصاب محمد أحمد العلي الذي اخترقت شظية جسده ليرقد في غرفة العناية المركزة أملاً في الشفاء.
وفي مشفى جمعية النهضة أكد أحد الأطباء أن المشفى استقبل ثلاث حالات وتم تحويل إحداها إلى دمشق لأنها خطيرة, وتم تخريج الحالتين الأخريين, وكان المشفى على أتم الاستعداد لاستقبال الحالات الواردة إليه وتقديم ما يلزم من خدمات طبية.
وفي المشفى الطبي الجراحي “الزعيم” التقينا السيدة المكلومة مديحة عباس من قرية الدردارية حيث قالت: فقدت زوجي العميد الركن حيدر محمد كنوج, وتم إجراء عمل جراحي لي في الرجل اليسرى, وابنتي ” 22 عاماً” في المشفى الوطني وهي أيضا خضعت لعمل جراحي. ونجا ابني الذي تخرج من الكلية الحربية لكنه فقد العديد من رفاقه. وأضافت السيدة مديحة: لا أعرف ماذا حدث لنا, لكنني لن أنسى ما حييت المنظر الذي شاهدته, فقد ملأ الدم المكان وعلت أصوات الصراخ وأنا حائرة متسمرة في مكاني. إن ما حدث جريمة نكراء وعمل إرهابي جبان بكل المقاييس.
الجريح علي يوسف وهو عقيد متقاعد من مدينة السلمية وهو والد الملازم الخريج محمد قال: كنا في قمة سعادتنا وكان العرض العسكري جميلاً جداً. وكنت برفقة زوجتي وابنتي الطبيبة ديانا, وكنا نستعد للانطلاق بعد التقاط بعض الصور التذكارية مع ابني ورفاقه, وبعد لحظات سقطت على الأرض ولم أعد أعرف ماذا حصل حيث أصبت بشظيتين في ظهري وكذلك ابنتي أصيبت بشظية في يدها..
لقد فعلوا ذلك بسبب إفلاسهم وعدم قدرتهم على تحقيق مآربهم. إن ما حدث إرهاب ممنهج ومنظم, والإرهاب بلا أخلاق ولا دين.
أما ابنه الملازم محمد يوسف الذي فقد معظم رفاقه فقال: كنا مسرورين بتخرجنا وكنا نخطط للمستقبل. لقد تحول فرحنا لحزن كبير وجرح نازف لن يندمل, ومع ذلك سنكمل أنا ومن تبقى من الزملاء الخريجين الدرب لأن بلدنا بحاجتنا.
وروت لنا عمة الطفلة زينة التي جاءت لحضور تخرج أخيها قائلة: كانت فرحتها لا توصف لكنها الآن أصبحت شهيدة. الرحمة لها ولجميع شهداء العمل الإرهابي الجبان ولشهداء سورية الأبرار.