الثورة – تحقيق وعد ديب:
عند التجوال في الأسواق يمكن ملاحظة سلع غذائية معروضة بألوان جذابة ليس أولها المخللات والمشروبات، وليس آخرها بعض أنواع اللحوم الحمراء والقائمة تطول.
أيضاً الدواء نلاحظ أن بعض أنواع الدواء ملونة ونحاول أحياناً اكتشاف إن كان اللون سينحل بالماء أم لا؟ وهنا نتساءل عن دور مختلف الهيئات والجهات في المتابعة.
– تجاوز الحدود القصوى يؤثر على السلامة..
وعليه توجهنا بالسؤال إلى مدير عام هيئة المواصفات والمقاييس السورية الدكتور محسن حلاق حيث أوضح للثورة بأنه يوجد مواصفة قياسية خاصة بالملونات الغذائية رقمها 770، وهذه المواصفة مكونة من جزءين:الأول يحدد الاشتراطات العامة للملونات، كما يحدد أسماء الملونات الغذائية سواء الطبيعية أم الصناعية المسموح باستخدامها، وأما الجزء الثاني فيحدد المجموعات الغذائية كافة وهي 18 مجموعة يتفرع عنها مجموعات فرعية بحيث يتم في هذه المواصفة تحديد الملونات الغذائية المسموحة في كل منها مع تحديد الحدود القصوى، وطبعاً هذا بالنسبة للغذاء، وأما الدواء فهو من اختصاص وزارة الصحة.
ويتابع حلاق: يصبح استخدام الملونات خطيراً في حال عدم الالتزام بالملونات المسموحة أو تجاوز حدودها، فمثلاً هناك بعض الملونات كأحمر سودان مثلاً لم يعد مسموحاً في دول العالم وسورية طبعاً، إضافة إلى أن تجاوز الحدود القصوى قد يؤثر على الجرعة اليومية المسموحة للملون وبالتالي فقد يؤثر على السلامة (علماً أن تحديد الحدود القصوى والجرعة اليومية المسموحة موضوع مع ترك حيز أمان للسلامة لكن التخوف يكون عند بعض المستهلكين الشرهين.
مشيراً إلى أن هيئة المواصفات ليست هيئة رقابية وهي تؤكد على تطبيق مضمون المواصفة ولا تسمح بالمخالفة حيث إن أي مخالفة بخصوص استخدام الملونات الصناعية هي مخالفة جسيمة وتؤثر على السلامة.
– مواصفات المنتج المحلي كالمستورد..
ويؤكد أن مواصفاتنا مراجعها عالمية وأهمها مواصفة الاتحاد الأوروبي الخاصة بالمضافات الغذائية، وكذلك مواصفة الكودكس أليمنتاريوس (منظمة الأغذية والزراعة العالمية + منظمة الصحة العالمية)، وبالتالي جميع الحدود المسموحة هي حدود مدروسة عالمياً والتقيد بها يضمن السلامة، والتقليل منها مؤكد أنه أمر جيد ولكن له تأثير على التجارة العالمية ويضع حدوداً تجارية تؤثر سلباً وبالطبع نحن نتعامل مع مواصفات المنتج المحلي تماماً كما نتعامل مع مواصفات المنتج المستورد.
وأشار إلى أن الهيئة عملت على تشكل لجنة فنية خاصة بالمضافات الغذائية تتكون من جميع الجهات ذات العلاقة سواء من القطاع العام أو الخاص ومنها الصناعة والصحة والتجارة الداخلية هي أعضاء في هذه اللجنة ولها مساهمات فعالة في إصدار مواصفات المضافات وخاصة مواصفة الملونات الغذائية بإصداراتها والتي أحدثها كان في العام الماضي.
وبحسب مدير هيئة المواصفات والمقاييس بأنه ممكن أن نضيف ملاحظة مهمة بخصوص الملون E171 ثاني أكسيد التيتانيوم الذي تم سحبه مؤخراً من معظم دول الجوار والدول العالمية بسبب الشك بتأثيره على السلامة لاحتوائه جزئيات نانوية قادرة على اختراق الأغشية الخلوية والوصول إلى الـ DNA، وبالتالي تم إدخاله في جدول إعادة التقييم ضمن اللجان العالمية التي تقوم بدراسة المواد المضافة (وقد قامت اللجنة الفنية في هيئة المواصفات بالتعاون مع الشركات المنتجة بسحبه تدريجياً من المنتجات وإصدار قرار يمنع استخدامه في منتجاتها ريثما تصدر نتائج الدراسات الخاصة به من اللجان المختصة.
– تشفيرالأدوية باستخدام الألوان..
وحول ماهية الملونات الصناعية وطريقة استخدامها أشارت مصادر في وزارة الصحة إلى أن الملونات الصناعية هي عبارة عن أصباغ كيميائية تستخدم في صناعة الحلويات والعصائر، وأيضاً في بعض المخبوزات لتعطيها شكلاً ولوناً أجمل، وإضفاء لون للأغذية غير الملونة أو تعزيز لون المنتج الغذائي، ويستخلص البعض منها من مصادر طبيعية (نباتية أو حيوانية) كالكركم وأحمر الشوندر والكوشنيل، وأما البعض الآخر فيكون عبارة عن مواد كيميائية اصطناعية.
وهنالك العديد من القوانين المفروضة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية لضمان الاستهلاك الآمن للملونات الغذائية حيث تسمح بتداول مادة ملونة عندما تتأكد أنها آمنة.
وتضيف المصادر إلى أنه فيما يتعلق بالأدوية فإن للأدوية الملونة تأثيرات حسية قوية تسهم في جعل المرضى أكثر تقبلاً وخاصة عندما تكون هذه الألوان مرتبطة بالرائحة والمذاق.
وبحسب المصادر فإن اختيار ألوان الأدوية ليس بعملية عشوائية فتشفير الأدوية باستخدام الألوان تطبيق نظامي قياسي يهدف إلى تصنيف الأدوية التي في نفس المجموعة العقاقيرية وتعريفها، ويسمح هذا النظام للمستهلكين بالربط بين ألوان محددة للعقاقير ووظائفها وفيما يخص الملونات المستخدمة بالصناعات الدوائية نوهت المصادر إلى أن جميع الملونات تخضع للدراسة حسب دساتير الأدوية العالمية المعتمدة وضمن الحدود المسموح بها عالمياً.
– سحب عينات من المواد المشتبه بها..
وحول مراقبة دخول هذه الملونات بالمنتجات الغذائية والدوائية من قبل وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك قال باسم حمدان مدير مديرية المواصفات الفنية في الوزارة إن الملونات المستخدمة في الأسواق المحلية تمر عبر طريقين إما مستوردة بشكل نظامي عبر المنافذ الحدودية وهذه تخضع للتحليل في مخابر الوزارة أو المخابر المعتمدة من قبل الوزارة مثل مخبر المرفأ، وذلك لبيان مدى صلاحيتها للاستهلاك الغذائي البشري أوتدخل تهريباً وهذه تتم متابعتها من الجهات المختصة مثل الجمارك.
– نسب الملونات وفق المواصفات العالمية..
ولفت إلى وجود تعاون مع وزارة الصحة وهيئة المواصفات فهناك لجان مشكلة لدى هيئة المواصفات ممثلة بها جهات عديدة لمتابعة المواصفات القياسية ومدى الالتزام لافتاً إلى أن بالنسبة للمراقبة تعمل دوريات الرقابة على سحب عينات من المواد المشتبه فيها وإيداعها للتحليل للتأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية السورية. ويعتبر استخدام الملونات الصنعية غير الغذائية من المخالفات الجسيمة.