ابن البلد

مع كل خراب يحل ويفتك بهذه المنطقة.. فتش عن “الكيان الغادر” فتش عن رأس الأفعى.. في الموروث الشعبي العربي فالعدو الأول والآخر دائماً هو هذا “الكيان الصهيوني الغادر”

من فلسطين الجريحة إلى العراق وسورية ومصر والأردن وفي كل دول المنطقة يؤدي هذا الكيان الطفيلي الهلامي الدور الوظيفي المرسوم له في إبقاء المنطقة وخاصة بلاد الشام بعيدة عن التنمية وحتى عن الحضارة، من خلال إبقاء الهاجس الأمني أولوية دون هاجس التنمية والعمل والحياة كمضادات حيوية في وجه الفقر والعوز.. حتى لو اختفت نيران الحرب فإنها ستبقى متقدة تحت الرماد.

كل ذلك لجعل دول هذه المنطقة عبارة عن قبائل تبّع مسحوبة من دسم العقل والإبداع والتفكير، دون المساهمة في استمرار حضارات قامت هنا، وكذلك المساهمة اليوم في الحضارة العالمية التي تميزت في إغنائها اليوم شعوب نامية حية ومنها شعوب المنطقة.

رغم كل الموت وكل الجراح.. وكذلك الوجود الوظيفي لهذا “الكيان الغاصِب” الذي تخوض المقاومة الوطنية اليوم أشرس المعارك ضده لاسترجاع الحق.. كل ذلك يفرض ويحتم على أركان التنمية والاقتصاد وأصحاب المال_السوريين_ وكل مؤمن بمكونات الحضارة في هذه المنطقة أن يساهم في التنمية والاستثمار.. لهذه اعتبارات:

أولاً: من المنطق الوطني ومنطق تكامل الأدوار، وكما أن المقاومة والجيوش الوطنية تخوض معارك الشرف والحق والثأر من الكيان الصهيوني والخونة، فإن على أصحاب المال في هذه المنطقة أن يقوموا بدورهم ويساهموا في دعم بلادهم بالعمل والاستثمار، كل حسب قدرته.

ثانياً: القصة ليست منة من أحد على أحد.. فالحرب تخلق الكثير من الفرص للعمل، وكما هو معروف فإن الدول الكبرى تعمد دائماً إلى إشعال الحروب في كل مرحلة للخروج من مأزقها الاقتصادي في الركود والانكماش ولتنشيط الدورة الاقتصادية لديها.

ثالثاً: في المناطق والدول التي خاضت حروباً طويلة الأمد فإن المناطق الآمنة قدمت الدعم لتحرير المناطق التي تخوض المعارك، من منطق تبادل الأدوار التنموية في السلم والحرب.

رابعاً: حقيقة تجسد مساهمة واستثمار صاحب المال وقت الحرب أعلى درجات الانتماء، بعيداً عن منطق المزاودة، لأن الوطن هو الموئل الأول والآخر لكل منا، مهما اختلفنا على أولويات معينة، يمكن وضعها في خانة الاختلاف الغني لبناء الوطن في كل الأوقات. وإلى اليوم تتعالى آهات الحنين من أسر غادرت سورية من مئات السنين، هو الوطن القيمة الكبرى فوق كل اعتبار.

في الختام.. نعيش اليوم في سورية الظروف الصعبة، وقد فرض ذلك بعد الانزياحات الإجرائية والضريبية، أو حتى ظروف اقتصادية أخرى، لكن ذلك لم ولن يشكل بوصلة العمل والاستثمار الدائمة.. لذلك فإن هذا الوقت هو الفرصة الذهبية والماسية لرجال الأعمال السوريين في كل أصقاع الأرض وكذلك لرؤوس الأموال السورية للعمل والاستثمار في بلدهم بعيداً عن حكاية هنا وقصة هناك.

نحن نعلم تماماً عندما نقول رأسمال وطني شجاع، فهذا يبدو من الوهلة الأولى بعيداً عن منطق الاستثمار وحتى العمل، لأن الاستثمارفي أدبياته المجردة لا يعترف إلا بالبيئة المحفزة والجاذبة، من منطق “اعمل لديَّ واطلب ما تشاء” ، لكن واقعية العمل والحياة تقول إننا كسوريين لا خيار أمامنا إلا العمل في الظروف كافة وبالذات وقت الحرب.. وهذه فعلاً أخلاق وفرصة ابن البلد الذي يحب بلده.

آخر الأخبار
كيف فرضت "البالة" نفسها على جيوب الحلبيين؟ سوريا تؤكد أمام اليونسكو التزامها بالتحديث التربوي الأمم المتحدة: بدء مرحلة ميدانية جديدة في سوريا للبحث عن المفقودين بعد سقوط النظام انتهاكات إسرائيلية ضد المدنيين وعمليات توغل هستيرية الشهر المنصرم صدام الحمود: زيارة الشرع لواشنطن تعيد سوريا إلى واجهة الاهتمام الدولي إسماعيل بركات: التعامل مع "قسد" وفق منهج بناء الدولة والعدالة الانتقالية قراءة قانونية في الاستنابة القضائية الفرنسية لملاحقة ضباط النظام البائد في لبنان عاصم أبو حجيلة: زيارة الشرع إلى واشنطن بداية لتغيير استراتيجي بالعلاقات الثنائية وزير إعلام أردني أسبق لـ الثورة: مسار العلاقات السورية-الأميركية يسير بخطوات ثابتة بين القرار والصدى ..المواطن يشد أحزمة التقشف الكهربائي الاستثمارات السعودية في سوريا.. بين فرص التعافي وتحديات العقوبات المركزي قدم أدواته .. لكن هل نجحت بضبط سعر الصرف؟ من الإصلاح الداخلي إلى الاندماج الدولي... مسار مصرفي جديد متدربو مدارس السياقة بانتظار الرخصة انضمام سوريا المرتقب إلى التحالف ضد "داعش".. مكاسب سياسية وأمنية الدفاع المدني يُخمد حريقاً كبيراً في الدانا ويحمي المدنيين من الخطر عودة الدبلوماسيين المنشقين.. مبادرة وطنية تساهم بإعادة بناء الوطن إغلاق معمل "الحجار" يعود لارتفاع التكلفة وضعف الكفاءة التشغيلية إلزام المنتجين بتدوين سعر البيع للمستهلك ..هل يبقى حبراً على عبوة ؟!    المراكز الزراعية.. تحديات الرواتب المنخفضة وفوضى المدخلات تهدد الأمن الغذائي