طوفان الأقصى.. أبطال المقاومة الفلسطينية يسطرون اليوم انتصاراً جديداً من البطولة والشجاعة والكرامة وهو ليس غريباً عنهم.
وليس خيالاً ولا في الأساطير .. إنها الحقيقة التي نشاهدها اليوم، التي لا يزال العدو لا يصدقها وهو في غفوة أكاذيبه وإدعاءاته (القوة التي لا تقهر)، إلا أن عملية طوفان الأقصى أكدت أنها من صنع الخيال والأحلام.
مشاهد العبور إلى المستوطنات من البر والجو والبحر، ومشاهد أسر ضباط وجنود الاحتلال وتدمير وحرق دباباته ومدرعاته، وخرق موانعه وحواجزه التي كان يعتقد البعض أنها ستكون عصية على الاختراق.. كلها أصبحت حقيقة وسقطت أكاذيب “القوة التي لا تقهر” تحت أقدام المقاومين الذين اخترقوا الجدار العازل مسلحين قبل كل شيء بإيمانهم بحقوقهم وإرادتهم القوية بأنه لا تنازل عن الحقوق مهما كانت التحديات ومهما بلغ جبروت الاحتلال وطغيانه، مؤمنين بأن الحق سينتصر والاحتلال إلى زوال، لأن هذا هو القانون الطبيعي للأشياء.
ها هو طوفان الأقصى يغرق الاحتلال وجيشه واستخباراته وداعميه في أزمات لم يكن يحسب حسابها.. سياسية وأمنية ونفسية. ها هو يفاجئهم بقوة المقاومة عندما تقرر أنها ستضع حداً لممارسات الاحتلال التي فاقمت كل حد، ولم يعد من أمر إلا التصدي لها ووضع حد للطغيان والجبروت الصهيوني الذي بلغ حداً من الغرور ما لا يطاق، وهو الأمر نفسه الذي بلغه العدو بعد حرب 1967، فجاءت حرب تشرين التحريرية عام 1973 التي احتفلنا بالذكرى الماسية لها هذا العام، لترسم انتصاراً لا يزال العرب يذكره بأحرف من نور.
طوفان الأقصى الرد الطبيعي والحتمي لممارسات الاحتلال وفصل جديد من كتاب البطولات والانتصارات الفلسطينية والعربية في تاريخ القضية الفلسطينية .. لقد تحولت المقاومة من الدفاع إلى الهجوم وكسرت هيبة العدو وكيانه المهزوز.

السابق
التالي