كلمة “إصلاح” تحمل الكثير من الدلالات، أهمها التّقويم للأفضل، وبشكل أدق تحسين أو تعديل شيء ما لإزالة الفساد أو العيوب، وجعله أفضل أو أكثر صلاحية.
منذ وعينا ونحن نسمع بالإصلاح، وجميع أطياف المجتمع يدعون له، من باب الإتفاق أنّ الإصلاح والقضاء على الفساد هما وسيلتا نجاة، ونقل المؤسسات والأعمال لواقع مغاير أنجع، لكن على ما يبدو أنّ كلّ ما أطلق مرادفة الإصلاح كان كاذباً ، وكان التغنّي بها فقط للتسويف والتمرير وبقاء قنوات التكسّب ” شغّالة “.
تعددت الفلسفات والرؤى الحكوميّة تجاه الإصلاح ” المنتظر” ونظرة فاحصة لأي قطاع، ترى مدى الترهل والتأخير، وربما تلمّس تبعات فساد الإصلاح..!
فإطلاق مفهوم الإصلاح لكل عمل فاسد جريمة بحق البلاد والعباد ، وطريق لصعود فئات على أجساد الشرفاء ،ليشربوا من دمائهم ويكسبوا المزيد من الثّراء، وهذا ما كان..!
الإصلاح الحقيقي والفعّال يبدأ بإصلاح ﺍﻟﺭﺅﻯ والأفكار ﻭﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺉ ﻭﺍﻟﻘﻴﻡ ﻭﺍﻟﺴﻠﻭﻙ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭسات المسؤولة وتحقيق العدالة الاجتماعية، وهذه أمنيات وطموحات تكبر معنا يوماً بعد يوم، فنحلّق باحثين عمّا يحقق لنا هذا الهدف، لكيّ نبقى مجتمعاً لا يسود فيه مسؤول سارق أو مماطل ،ولا يناصبنا العداء ولا من يُلقي بنا وبآمالنا إلى الجحيم..!
إنّ حجم الآمال اليوم كبير، والخطوات الأولية توحي بأنّ واقعاً جديداً، بدأ يتلمّس خطواته نحو تغييرٍ يريده الجميع، ويتحرّك ويصب في خانة الإصلاح الحقيقي، بعيداً عن الارتهان على عقليّات متصلّبة، وإسناد المهام والمسؤوليّات إلى شرفاء هذا الشعب من لا يغريهم بريق المنصب ولا متاع الدنيا ولا همهم تجميع الأموال، تتبدّى لهم مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.