“طوفان الأقصى” إنه الطوفان الملحمة الذي تجاوز كل معادلات القتال مع العدو الصهيوني المجرم، هذا العدو الغاصب للأرض والحقوق قد تمادى لأكثر من خمسة وسبعين عاماً .. شرد .. وقتل .. ودمر البيوت فوق رؤوس أصحابها، ظناً منه أنه الجيش الذي لا يقهر، متناسياً هو وداعموه أنه قد قهر واندحر في حرب تشرين التحريرية، وهاهو اليوم يقهر ويداس بنعال أبطال المقاومة الفلسطينية في غزة الكرامة والإباء، وفي الضفة الغربية وجنوب لبنان.
إن ما بعد معركة السابع من تشرين الأول، ليس ما قبلها كما بعدها، فهي نقطة تحول نوعي في أسلوب المقاومة الفلسطينية، فيها ظهر جلياً، للقاصي والداني، للصديق والعدو، كيف تخبط حكام الاحتلال بعد المفاجأة، وفيها رأى العالم بالصوت والصورة كيف تكبد الكيان الصهيوني الخسائر الجسيمة التي لم يعهدها منذ عقود، وما هذه الخسائر مستمرة إلا بفضل إيمان المقاومين الفلسطينيين المدعومين من قوى محور المقاومة.
إن معركة الطوفان الملحمة تثبت أن الطريق الوحيد لنيل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ولكل الشعوب المحتلة أرضها، هو المقاومة بكل أشكالها، ونجزم بأن الكيان الصهيوني اليوم مأزوم ويطلب النجدة من الولايات المتحدة الأميركية ودول الغرب ،ونحن هنا نقول لهذا الكيان وداعميه إن المقاومة الفلسطينية عندما اتخذت قرار مواجهة هذا الكيان أخذت بعين الاعتبار كل احتمالات المواجهة .
فهي أي معركة الطوفان الملحمة تثبت توحد الساحات الفلسطينية، فمن النهر إلى البحر يعبر الفلسطينيون بكل مدنهم وقراهم في الداخل المحتل والشتات ومعهم دول المحور، يعبرون عن فرحتهم بدحر الاحتلال وأسر العشرات من جنوده، وعن تحيتهم للمقاومين الذين يسطرون معاني الحرية وحروف فجر شعبهم الجديد، وتثبت توحد الشعب الفلسطيني والانتفاضة بوجه جلاديه، وتجزم بأن عقود الاحتلال والفصل العنصري والقمع والإرهاب والاستيطان ومحو الذاكرة وطمسها لن تحقق أهدافها مهما كانت القوة ومهما بلغت الغطرسة وهمجية آلة العدوان .
والفلسطينيون اليوم يكتبون تاريخهم بإرادة سلاحهم المحدود حكاية فجر انتصار مثاويهم بالثبات على المبادئ، والتمسك بالحقوق التي لن تضيع طالما هناك أبطال يسطرون انتصاراتهم بالدم فداء للأرض لفلسطين والقدس والأقصى الشريف، وستظل معركة طوفان الأقصى الملحمة التي ستكتب فصول انتصاراتها بأحرف من نور.