آلاف الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء،والضمير الإنساني لم يحرك ساكناً في وجه الكيان الصهيوني.
يقابل تلك الغطرسة الصهيو أميركية صمود أسطوري لأبطال المقاومة الفلسطينية.
فإذا أردنا أن نكتب عن هذه الملحمة ملحمة طوفان الأقصى لن تكفي آلاف الصفحات في وصف هذا الصمود الأسطوري.
فلا كلمة تلملم أشلاء الشهداء من الأطفال والنساء،ولا يوجد هناك غضب يسعف آلاف الجرحى.
ونعتقد جازمين أن لا جدوى من الكلمات والصرخات والاستنكارات أمام فظاعة هذه المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني وداعموه،بل لنقل التي ترتكبها الولايات المتحدة الأميركية والصهيونية والغرب،بحق الشعب الفلسطيني الأعزل،المتسلح بالإرادة والعزيمة على دحر العدوان،وهاهو يدحره في معركة طوفان الأقصى الملحمة.
العبارات تختنق، فقد مات كلّ ما فينا، ووحده القهر يعيش، والغضبُ صارخٌ ويكرّر الصرخة تلو الصرخة ولا من مجيب،اللهم سوى ما يقوم به الشارع العربي من وقفات تضامنية تدلل على أن القضية الفلسطينية مازالت تعيش في الوجدان لدى الشعوب العربية.
لقد شكلت المقاومة بعد “طوفان الأقصى”، بمحورها الممتد في المنطقة، أملاً كبيراً جعل المنطقة كلها تسير أمام تحول تاريخي في الصراع مع “إسرائيل”. عنوان هذا التحول هو بداية الهزيمة، ونهاية المشروع الصهيوني في أرض فلسطين ممكنة وليست صعبة،الأمر خلق حالة من الهستيريا التي ظهرت خلال معارك غزة، حيث ظهر حجم الحقد الدفين الذي يحمله الصهاينة تجاه الشعب الفلسطيني والتعطش للدم وروح الانتقام مع الاستعداد العالي لممارسة ذلك، ولعل ما يستوجب التوقف عنده هو الضوء الأخضر الذي يتلقاه هؤلاء الصهاينة من الولايات المتحدة الأميركية وقادة الغرب في ممارسة ذلك تحت عنوان أن ما جرى وقامت به المقاومة الفلسطينية في غزة تجاه عدو محتل لأرض لها شعب، وهذا حق شرعي في القانون الدولي هو شكل من أشكال الإرهاب، وهو ما جاء على لسان وزير الخارجية الأميركي بلينكن في محاولة منه لشرعنة الإجرام وإطلاق يد الصهاينة في قتل الشعب الفلسطيني الذي كان ومازال يعاني من كيان قام وتأسس على القتل المنهجي والمؤدلج واستمر على هذا النهج حتى الآن.
إن الآلة الإعلامية الغربية والمتصهينة والمنحازة لن تستطيع قلب الحقائق أمام الرأي العام مهما امتلكت من إمكانيات هائلة وقدرة تصديرية فائقة بهدف ايجاد أرضية في الرأي العام الغربي لتبرير الإرهاب الصهيوني، وبالتالي عدم إحراج المستوى السياسي المؤيد لسياسة الكيان القائمة على القتل باتخاذ هكذا مواقف مخزية ومنحازة.
من هنا تظهر أهمية الوقفات التضامنية التي عمت الشارع العربي، ومن ضمنها الوقفات التي نظمها محور المقاومة، هذه الوقفات التضامنية تحمل في مضمونها الدعم للحق المشروع في مقاومة الاحتلال الصهيوني المغتصب للأرض والحقوق،وفي الوقت ذاته تؤكد هذه الوقفات التضامنية أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية.
نعود لنقول لقد شكلت معركة “طوفان الأقصى”، في مجمل تفاصيلها واختراق منظومتَي الاحتلال الأمنية والعسكرية، إنجازاً استراتيجياً كبيراً جعل الاحتلال أمام تحدٍّ أمني كبير لم يكن في حسابات المنظومة الأمنية الإسرائيلية البتة، فما جرى شكّل، قولاً وعملاً، ضربة للاحتلال، عسكرياً وأمنياً واستخبارياً، وأصاب في مقتل كل مفاصل “دولة” الاحتلال.