الثورة – ترجمة غادة سلامة:
يبدو أن الكثيرين ينسون أن الخطاب الصهيوني الإسرائيلي كان دائماً خطاباً للعنصرية، والتجريد من الإنسانية، والمحو، والإبادة الجماعية الصريحة.
إذا أردنا اختيار أي فترة من تاريخ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين بشكل عشوائي لفحص الخطاب السياسي المنبثق من المسؤولين الإسرائيليين، علينا أن نصل إلى نفس النتيجة: لقد قامت “إسرائيل” دائماً ببناء خطاب من التحريض والكراهية، مما يجعلها قضية ثابتة لإبادة الفلسطينيين.
وفي الآونة الأخيرة، أصبحت نية الإبادة الجماعية هذه واضحة لكثير من الناس، حيث يقول خبراء الأمم المتحدة: هناك خطر الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني”. خبراء الأمم المتحدة في بيان صدر في 19 تشرين الأول الجاري بأن هناك” خطر الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، وهذا لم ينشأ من الأحداث الأخيرة.
قبل قيام “إسرائيل”، كان الصهاينة ينكرون وجود الفلسطينيين ومازالوا يفعلون ذلك.
وعندما يكون الأمر كذلك، يصبح من المنطقي أن نخلص إلى نتيجة مفادها أن “إسرائيل” تريد وتتعمد إبادة الشعب الفلسطيني.
إن اللغة التي يستخدمها الإسرائيليون، وكذلك الأميركيون، خلقت المناخ للعنف الإسرائيلي الوحشي وساهمت في محرقة غزة.
لقد أفادت تقارير أن عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في الأيام الثمانية الأولى من الحرب الإسرائيلية على غزة تجاوز عدد الضحايا الذين قتلوا خلال الحرب الإسرائيلية الأطول والأكثر تدميراً على القطاع، والتي أطلق عليها اسم “الجرف الصامد”، عام 2014.
بحسب الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، يقتل طفل فلسطيني كل 15 دقيقة، وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية فإن أكثر من 70% منهم يموتون من إجمالي الضحايا في غزة هم من النساء والأطفال.
وأوضح أرييل كالنر، عضو حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هدف “إسرائيل” من وراء حرب غزة. “الآن، هدف واحد: النكبة! نكبة ستطغى على نكبة 1948.
وقد كرر وزير “الدفاع” الإسرائيلي، يوآف غالانت، نفس الكلام، وهو الرجل المسؤول عن ترجمة إعلان الحرب الإسرائيلي إلى عمل وحشي على المدنيين الفلسطينيين. كما قال في 9 تشرين الأول أنه “لن يكون هناك كهرباء ولا طعام ولا وقود. كل شيء مغلق، وبالطبع آلاف القتلى من المدنيين” .
والأكثر من ذلك “إسرائيل” تقضي على السكان المدنيين في غزة وهي تسوي آلاف المنازل والمساجد والمستشفيات والكنائس والمدارس بالأرض.
وأصبحت ترجمة لغة الإبادة الجماعية الإسرائيلية إلى إبادة جماعية فعلية على الأرض ورغم ذلك تسارع الولايات المتحدة إلى إرسال الأسلحة إلى “إسرائيل”.
المصدر – ميدل ايست منتيور