التطبيع مع العدو الصهيوني.. إلى أين وإلى متى؟

فؤاد دبور – كاتب أردني:
لا يزال العدو الصهيوني ومعه الشريك الأمريكي يبذلان جهوداً لجعل العلاقات العربية مع الكيان الصهيوني طبيعية، كما بحث العدو ولايزال يبحث عن الاعتراف بشرعية وجوده في فلسطين العربية والأرض العربية المحتلة الأخرى الجولان العربي السوري وأراض من جنوب لبنان، وهذا هدف حققه اسحق رابين من اتفاقية أوسلو مع قيادة منظمة التحرير، حيث رفض التوقيع على الاتفاقية إلا بعد توقيع رئيس المنظمة آنذاك ياسر عرفات على وثيقة اعتراف بشرعية وجوده في فلسطين العربية المحتلة حتى يستطيع من خلال ذلك تنفيذ خططه وتحقيق أهدافه في تثبيت الحق المزعوم في احتلال الأرض العربية الفلسطينية وما يحتله من أرض عربية أخرى في الجولان العربي السوري وجنوب لبنان وأهداف المشروع الصهيوني العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية لضمان هذا التثبيت، إضافة الى استقرار كيانه الغاصب ومساعدته على التوسع في المنطقة العربية المستهدفة من النيل الى الفرات والإسهام في الشراكة في ثروات الأمة وخاصة النفطية منها.
نعم تم عقد معاهدات واتفاقيات مع العدو الصهيوني، من كامب ديفيد مع مصر (17/ أيلول/1978) الى أوسلو مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية (13/ أيلول/ 1993) الى وادي عربة مع الأردن (26) تشرين الأول 1994)، ثم تلتها اتفاقيات أطلق عليها (إبراهام) مع الإمارات العربية المتحدة، 15/ آب 2020، ومع البحرين 11 أيلول 2020، ومع المغرب 10 تشرين الثاني 2020.
طبعا إدارات أمريكية أوجدت كل هذه المعاهدات والاتفاقيات ولاتزال ترعاها، بل تعمل على إيجاد المزيد، ولنا ان نسأل ونتساءل الى أين والى متى هذه الاتفاقيات مع هذا العدو الغاصب المجرم القاتل بعد ارتكابه المجزرة تلو الأخرى بحق الشعب العربي الفلسطيني، والشعب العربي في لبنان وسورية ومصر والأردن وغيرها من أقطار العربية؟ ألا يكفي ما يجري الآن في قطاع غزة والضفة الغربية من قتل وهدم وحصار وتجويع، ومنع الماء والكهرباء والدواء وتدمير المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس؟ عدو يرتكب مجازر دموية بشعة غير مسبوقة، عدو يرتكب المجازر في الضفة الغربية، في الجنوب اللبناني، في سورية حيث يشن العدوان تلو الآخر ضد الجيش العربي السوري وضد المؤسسات المدنية بعامة ومطاري دمشق وحلب بخاصة.. نعود لنسأل بعد هذه الجرائم الوحشية، التطبيع مع هذا العدو الإرهابي الى متى! نؤكد على أن إلغاء المعاهدات مع العدو المجرم يعتبر واجبا وطنيا وقوميا. ولذلك من الضرورة العمل على مواجهة ومقاومة التطبيع مع كيان غير مشروع غاصب، محتل قام على الإرهاب والقتل والتشريد للشعب العربي الفلسطيني صاحب الأرض وكذلك لمواطنين عرب سوريين ولبنانيين وكل قطر من أقطار الوطن.
إن الواجب الوطني والقومي يحتم على الشعب العربي في كل قطر من أقطار الأمة وعلى جميع أقطار الأمة مواجهة هذا العدو بكل أشكال المقاومة وصولا لتحرير الأرض وإنهاء وجوده غير الشرعي في الأرض العربية فلسطينيا وسوريا ولبنانيا.
كما من واجب كل عربي مواجهة ومقاومة المنطلقات والسياسات التطبيعية مع العدو الصهيوني في أي قطر عربي من أقطار الوطن وبخاصة تلك التي أقامت معه العلاقات الكاملة بالأمس القريب وكذلك التصدي للأقلام والاعلام والسياسات الداعية للتطبيع مع العدو الصهيوني الغاصب لما يمثل هذا التطبيع من مخاطر وأخطار على الأمة العربية.
نعود لنؤكد على إقدام العدو الصهيوني بشن العدوان تلو الآخر على الشعب العربي في فلسطين ولبنان وسورية مثلما يمارس القتل والإجرام بكل أنواعه البشعة ضد أبناء الشعب العربي في هذه الأقطار العربية، مثلما يقوم بالتدمير والخراب واستنزاف طاقات الأمة البشرية والمادية والعسكرية ويقوم بدعم الإرهاب الذي يستهدف المقاومة في سورية ولبنان والعراق ومصر، ويزداد حقد العدو الصهيوني على الشعب العربي في الأقطار العربية حيث توجد منظمات مجابهة التطبيع أو بدونها، التي تعمل جاهدة من أجل توعية المواطن العربي وتفعيل دوره في المقاطعة خاصة وأن المقاطعة هي عمل سلمي وسهل ولا يحتاج إلى استخدام العنف أو المواجهة مع الذين يطبعون مع العدو الصهيوني بل بذل الجهد من أجل تراجعهم عن هذا التطبيع.
نؤكد على أن مجابهة التطبيع مع العدو ومقاطعته تمثل حركة مناهضة لمخططات ومشاريع الحركة الصهيونية التي وضعها مؤسس الحركة في مؤتمر “بال” السويسرية عام 1897م والتي تهدف إلى إقامة “إسرائيل الكبرى” من الفرات إلى النيل مثلما تشكل خطوة على طريق إضعاف العدو وتحرير الأرض المغتصبة في فلسطين والجولان العربي السوري والجنوب اللبناني، وبالتالي وضع حد لمشروع الحركة الصهيونية وإنهاء وجودها، فالمقاطعة سلاح فعال وقليل التكلفة إذا ما أحسن استعماله.

إن العدو الصهيوني عدو للأمة العربية بأكملها وليس الشعب العربي الفلسطيني الذي هو شعب عربي ويشكل جزءا أساسيا من هذه الأمة يدافع عنها بالدم في مواجهة هذا العدو المجرم، ونؤكد بدون دعم وإسناد أمريكي لا كيان صهيونيا.
* أمين عام حزب البعث العربي الديمقراطي في الأردن – تحت التأسيس

آخر الأخبار
قلعة حلب .. ليلة موعودة تعيد الروح إلى مدينة التاريخ "سيريا بيلد”.  خطوة عملية من خطوات البناء والإعمار قلعة حلب تستعيد ألقها باحتفالية اليوم العالمي للسياحة 240 خريجة من معهد إعداد المدرسين  في حماة افتتاح معرض "بناء سوريا الدولي - سيريا بيلد” سوريا تعود بثقة إلى خارطة السياحة العالمية قاعة محاضرات لمستشفى الزهراء الوطني بحمص 208 ملايين دولار لإدلب، هل تكفي؟.. مدير علاقات الحملة يوضّح تطبيق سوري إلكتروني بمعايير عالمية لوزارة الخارجية السورية  "التربية والتعليم" تطلق النسخة المعدلة من المناهج الدراسية للعام 2025 – 2026 مشاركون في حملة "الوفاء لإدلب": التزام بالمسؤولية المجتمعية وأولوية لإعادة الإعمار معالم  أرواد الأثرية.. حلّة جديدة في يوم السياحة العالمي آلاف خطوط الهاتف في اللاذقية خارج الخدمة متابعة  أعمال تصنيع 5 آلاف مقعد مدرسي في درعا سوريا تشارك في يوم السياحة العالمي في ماليزيا مواطنون من درعا:  عضوية مجلس الشعب تكليف وليست تشريفاً  الخوف.. الحاجز الأكبر أمام الترشح لانتخابات مجلس الشعب  الاحتلال يواصل حرب الإبادة في غزة .. و"أطباء بلا حدود" تُعلِّق عملها في القطاع جمعية "التلاقي".. نموذج لتعزيز الحوار والانتماء الوطني   من طرطوس إلى إدلب.. رحلة وفاء سطّرتها جميلة خضر