الخدمات على خط ارتفاع الأسعار.. خبير اقتصادي: ثلاث مجموعات من العوامل تسببت بالارتفاعات الأخيرة

الثورة – وعد ديب:

برزت ارتفاعات الأسعار سواء على صعيد السلع أو الخدمات خلال الفترة الأخيرة، ضاربة بذلك عرض الحائط وقدرات المستهلك الذي لم يعد يتلقط أنفاسه، متسائلاً ما هو الحد الذي يمكن أن تقف عنده؟ وتباينت نسب التضخم والزيادة خلال أيام معدودة كحد وسطي ٥٠٪.
الارتفاع لم يقف عند حدود الأسواق، وانتقل إلى رسوم الجامعات مروراً بالاتصالات ومن ثم لرغيف الخبز، ويبدو أن الحبل على الجرار.
التضخم المستورد
وفي محاولة لتسليط الضوء وتحليل ما يحصل من ارتفاع في أسعار مختلف المنتجات والخدمات توجهنا للخبير الاقتصادي والأستاذ في جامعة دمشق الدكتور عابد فضلية بالسؤال حول الأسباب والحلول؟
وبدوره أجاب: يلاحظ بشكل عام أن الزيادات في الأسعار تتسبب بها ثلاث مجموعات من العوامل، الأولى من الخارج (التضخم المستورد)، والثانية من قرارات رفع الأسعار وبدلات الخدمات التي تفرضها الجهات الحكومية، وأما المجموعة الثالثة من العوامل التي ترفع الأسعار، فهي تشوه قوى السوق والاحتكار وحجب السلع، وبالتالي الخلل الطبيعي والمصطنع بين العرض والطلب.
ويتابع: إذا كان التضخم المستورد حقيقة وواقعاً قسرياً يتعلق بأسباب خارجة عن السيطرة لأسباب قاهرة، وإذا كان رفع الأسعار المصطنع في السوق لدوافع الطمع بجني الأرباح الاحتكارية والاستثنائية هو نتيجة سلوكيات مكروهة ومخالفة للقانون تتابعها الجهات الرقابية بالقدر الممكن المحدود، إلا أن المجموعة الثالثة من العوامل التي تتسبب برفع الأسعار هي الأهم والأكثر أثراً كونها (صادرة عن الجهات الحكومية وينظر لها المواطن بأنها ترجمة لواقع غلاء حقيقي)، وباعتبارها تمس أهم المواد والسلع والخدمات على الإطلاق، مثل (المشتقات النفطية والرسوم التعليمية والخبز).
فرفع سعر الأولى وأهمها المازوت تتسبب برفع أسعار كل شيء (حتى أجور غسل السيارات)، كما أن رفع الرسوم التعليمية سيطال حتماً القدرة الشرائية لكل العائلات، وأما رفع سعر ربطة الخبز للمستبعدين من الدعم ترك بدوره أثراً فحصة الخبز من إجمالي إنفاق معظم الأسر أصبحت تشكل أكثر من ٥٠% وبالتالي فإن أي رفع لسعره سيؤثر سلباً وبشكل ملموس على قدرتها الشرائية.
وعليه- والكلام لفضلية- كمحصلة ونتيجة فإن ارتفاع أسعار الأساسيات أعلاه، سواء أكان الارتفاع أو الرفع مبرراً أم لا، فسيؤدي إلى إضعاف القوة الشرائية عموماً، الأمر الذي سيدفع أصحاب الفعاليات إلى رفع أسعار منتجاتهم وبدلات خدماتهم، أي سيؤدي إلى رفع أسعار السلع والخدمات الأخرى، فتسود ممارسات وثقافة الغلاء إلى المستوى الذي يصعب على الجهات الرقابية التحكم بها.
عوامل مخففة
ويضيف الخبير الاقتصادي: عندما تسود هذه البيئة السوقية المشوهة يضطرب الحراك الاقتصادي والإنتاجي والتجاري بما في ذلك أنشطة قطاع الخدمات، وتتأثر السلوكيات المعيشية، وسيرورتها، ناهيك عن الأثر الكبير على المجتمع، ما لم تبادر الجهات الحكومية والرسمية بخلق عوامل مخففة وإيجاد سبل مساعدة إسعافية ومتوسطة وطويلة الأمد تساعد في التخفيف من آثار هذه الحالة وتساعد بالخروج منها شيئاً فشيئاً وعلى مراحل تنسجم مع الظروف الحالية والمستقبلية المتوقعة.

آخر الأخبار
سوريا تستقبل العالم بحدث مميز تفاقم الانتهاكات ضد الأطفال عام 2024 أكثرها في فلسطين جناح وزارة المالية ..رؤية جديدة نحو التحول الرقمي خطوط جديدة للصرف الصحي في اللاذقية  رغيف بجودة أفضل.. تأهيل الأفران والمطاحن في منبج معرض دمشق الدولي.. الاقتصاد في خدمة السياسة قافلة مساعدات إغاثية جديدة تدخل إلى السويداء "دمشق الدولي".. منصة لتشبيك العلاقات الاقتصادية مع العالم رفع العقوبات وتفعيل "سويفت ".. بوابة لانتعاش الاقتصاد وجذب الثقة والاستثمارات سوريا تستعد لحدث غير مسبوق في تاريخها.. والأوساط الإعلامية والسياسية تتابعه باهتمام شديد سوريا تحتفي بمنتجاتها وتعيد بناء اقتصادها الوطني القطاع الخاص على مساحة واسعة في "دمشق الدولي" مزارعو الخضار الباكورية في جبلة يستغيثون مسح ميداني لتقييم الخدمات الصحية في القنيطرة معرض دمشق الدولي.. انطلاقة وطنية بعد التحرير وتنظيم رقمي للدخول برنامج الأغذية العالمي: المساعدات المقدمة لغزة لا تزال "قطرة في محيط" "المعارض".. أحد أهم ملامح الترويج والعرض وإظهار قدرات الدولة العقول الذهبية الخارقة.. رحلة تنمية الذكاء وتعزيز الثقة للأطفال وصول أول باخرة من أميركا الجنوبية وأوروبا إلى مرفأ طرطوس شهرة واسعة..الراحة الحورانية.. تراث شعبي ونكهات ومكونات جديدة