الثورة – رفاه الدروبي:
الزيتون روح الفلسطيني وهويَّته، ذكريات أجداده ومستقبل أحفاده، شجرة تعبّر عن المقاومة والصمود بوجه الاحتلال، وتمتدُّ على بُعد النظر في البساتين والأراضي.
اختصاصية التراث من جامعة دمشق الدكتورة نجلاء الخضراء أشارت إلى إطلاق أسماء مشتقة من اسم شجرة الزيتون ومنتجاتها على الكثير من البلدات الفلسطينية، منها: بير زيت، وعين زيتم، وكفر زيتم، وجبل الزيتون، وتُعتبر من النباتات الشجرية التابعة للفصيلة الزيتونية المُعمّرة دائمة الخضرة، تشتهر زراعتها في منطقة حوض البحر المتوسط، ويعود تاريخ زراعتها إلى أكثر من أربعة آلاف سنة قبل الميلاد.
ويوجد في فلسطين أفضل أنواع شجر الزيتون في العالم، معظمه من النوع “النبالي البلدي”، ويُفضِّله المزارعون لارتفاع نسبة الزيت فيه، وتعيش شجرته لفترات طويلة لكن معدَّل نموها بطيء.
ويوجد في حديقة الجثمانية بالقدس العديد من أشجار الزيتون المُعمّرة، ثماني أشجار زيتون تعتبر الأكبر سناً في العالم، يُطلقون عليها أشجار الرومان المُعمّرة أو الزيتون الروماني، لأنَّها تعود للحقبة الرومانية، بلغ جذع إحداها مترين.
ولفتت إلى اعتزاز أهالي قرية “الولجة” غرب مدينة بيت لحم في الضفة الغربية برعايتهم لشجرة زيتون قديمة، يقال: إنَّها أقدم شجرة في فلسطين، وأوضحت أنَّ موسم القطاف يكون عبارة عن عرس موسمي كنعاني بامتياز، فيجد المزارعون متعة الحديث والأهازيج تعصف بألحانها مع سقوط حبات الزيتون.
وقد شاركت شجرة الزيتون الفلسطيني حياته في نواحيها كلِّها “الاجتماعية والاقتصادية والتراثية والغذائية والطبية”، وكانت ضمن معتقداته وممارساته، كما اقترنت في وعي الإنسان الفلسطيني بالأنبياء والقديسين فهي الشجرة المباركة المذكورة في الإنجيل والقرآن.