شخصيات عربية في “ندوة سياسية” بدمشق: الكيان الإسرائيلي أصبح معزولاً دولياً وخيار المقاومة طريق التحرير
الثورة – متابعة عبد الحميد غانم وهبه علي:
يتزامن يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، هذا العام، مع عدوان صهيوني وحشي ضد غزة واستمرار القصف المستمر الذي يشنه جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، ما يكشف عن مخطط إجرامي يستهدف نسف القضية الفلسطينية بتواطؤ أميركي غربي.
وبمناسبة يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، والذي يصادف، يوم التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني كل عام قرار تقسيم فلسطين المشؤوم عام 1947، نظمت سفارة دولة فلسطين بدمشق صباح اليوم وبالتعاون مع مؤسسة القدس الدولية (سورية) واللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني وفصائل المقاومة الفلسطينية بدمشق، ندوة سياسية بيوم القدس الثقافي بعنوان:” اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني” بمشاركة شخصيات سياسية من سورية وفلسطين ولبنان، وذلك بمكتبة الأسد الوطنية.
المفتاح: الكيان الإسرائيلي أصبح معزولاً دولياً
وأكد الدكتور خلف المفتاح مدير عام مؤسسة القدس الدولية (سورية) الذي أدار الندوة، أن أهمية المناسبة تأتي من أهمية القرار الدولي الذي تبنته الأمم المتحدة عام 1977 عندما أطلقت يوماً عالمياً للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والذي تحيي الأمم المتحدة فاعليته كل عام، تزامناً مع اليوم الذي اتخذت فيه الجمعية العامة قرار التقسيم رقم (181)، للإشارة إلى ضرورة تنفيذ القرارات الدولية التي اتخذتها المنظمة الدولية وهيئاتها للدفاع عن الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني.
ونوه الدكتور المفتاح بأهمية هذه الفعالية التي تقام على أرض دمشق العروبة لتنشر للعالم رسالة دولية عربية فلسطينية تؤكد على دعم الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه في وجه العدوان الإسرائيلي والمخطط الصهيوني المدعوم أميركياً وغربياً، وحيا الانتصارات والحراك الذي تشهده الأراضي الفلسطينية لاسيما في غزة والضفة والقدس المحتلة والجولان السوري المحتل أيضاً.
وأكد مدير عام مؤسسة القدس الدولية أن ما تتعرض له القضية الفلسطينية لا يستهدف الشعب الفلسطيني فحسب وإنما يستهدف الأمة العربية ومحاولات تنفيذ مخطط المشروع الصهيوني لتهويد المنطقة العربية وتحويلها إلى قاعدة في خدمة المصالح الصهيونية والغربية والأميركية، مشيراً إلى أن الكيان الإسرائيلي بعدوانه الوحشي على غزة وجرائمه ومجازره المرتكبة أصبح معزولاً دولياً وشعبياً في العالم.
كما أكد الدكتور المفتاح وقوف سورية قيادة وشعباً وجيشاً إلى جانب الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس وكل الأراضي المحتلة في نضاله العادل حتى تحرير جميع الأراضي المحتلة واستعادة الحقوق الفلسطينية الشرعية التي تصونها المواثيق والقرارات الدولية.
الرفاعي: وحدة الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة
من جهته، أكد الدكتور سمير الرفاعي سفير دولة فلسطين بدمشق عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، على ضرورة التحرك الدولي لوقف العدوان الإسرائيلي ضد غزة، وأن ما يحدث ليس رداً على طوفان الأقصى وإنما استكمال للمخطط الصهيوني الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ وعد بلفور وحتى الآن.
وقال السفير الرفاعي : “نشهد خلال الفترة الحالية، هجوماً دموياً لقوات الاحتلال الإسرائيلي على سكان قطاع غزة، الأمر الذي أسفر عن عشرات الآلاف من الجرحى والشهداء، إضافة إلى تدمير آلاف المنازل وأكثر من مليون فلسطيني نازح منتشرين في العراء.” منوهاً بأن “ما يجري هو جرح عميق ونازف لدى الشعب الفلسطيني، وعلى الأرض الفلسطينية.”.
وأشار سفير دولة فلسطين بدمشق إلى التواطؤ والتماهي الأميركي الغربي مع مخطط الكيان الصهيوني لاسيما في دعمهما اللامحدود عسكرياً وأمنياً وسياسياً وتوفير التغطية الإعلامية المضللة للأكاذيب الصهيونية حول العدوان، لافتاً إلى الارتباط العضوي السياسي والاستراتيجي للسياسة الأميركية مع المشروع الصهيوني قبل قيام الكيان الإسرائيلي وخلاله وإلى الآن، وأن الولايات المتحدة تعتبره مشروعها ولهذا لا نستغرب الموقف المتواطئ للإدارة الأميركية الحالية والإدارات التي سبقتها.
ودعا السفير الرفاعي إلى ضرورة تكاتف وتعاضد الصف الفلسطيني وتعزيز الوحدة الوطنية لدى الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة لأنها القاعدة الأساس لمواجهة الخطر الصهيوني وتعزيز صمود هذا الشعب ومقاومته في وجه الاحتلال والعدوان ومواجهة المخطط التآمري الإسرائيلي الأميركي ضد الشعب الفلسطيني وقضيته المركزية العادلة.
بشور: جبهة عالمية لعزل الكيان
من جانبه، نوه الدكتور معن بشور المناضل القومي من لبنان رئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن عضو المؤتمر القومي العربي بأهمية دور سورية المقاومة في دعم صمود الشعب الفلسطيني عبر التاريخ العربي المعاصر وأنها قدمت كل التضحيات والشهداء من أجل فلسطين ودافعت عن القضية الفلسطينية بالقول والفعل ولم تبخل يوماً عن تقديم كل المساعدة والدعم للأشقاء الفلسطينيين.
ودعا الدكتور بشور إلى جبهة عالمية لعزل الكيان دولياً، واستثمار الحالة الشعبية والرسمية والتضامن الدولي مع القضية الفلسطينية في العالم الذي ظهر بعد طوفان الأقصى وبعد المجازر والإبادة الصهيونية التي قام ويقوم بها الاحتلال الإسرائيلي ضد غزة والضفة والأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما دعا بشور إلى التحرك الدولي والعربي العاجل لوقف العدوان الإسرائيلي ومحاسبة مسؤولي الكيان عن الجرائم والمجازر التي قاموا بها مشيراً إلى الخطوات التي يقوم بها خلال المؤسسات القومية الشعبية والسياسية في الدفاع عن فلسطين والحقوق العربية العادلة.
الطاهر: خيار المقاومة الطريق لتحرير الأرض
من جهته، أكد الدكتور ماهر الطاهر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسؤول العلاقات الدولية أن خيار المقاومة هو الطريق الوحيد لاسترجاع الأرض وفلسطين والكرامة العربية من دولة الاحتلال،
ووجه الطاهر الشكر لكل الشعوب التي تعبر عن تضامنها مع الفلسطينيين في هذا اليوم، ولأحرار العالم الذين يقفون ويعبرون عن تضامنهم معهم ومع حقهم في تقرير مصيرهم.
منوهاً بأهمية المواقف الإنسانية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني، لكن الأهم هي المواقف الضاغطة التي تصنع قراراً بوقف العدوان.
ودعا الطاهر إلى ضرورة الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة لمواجهة العدوان واستثمار الحالة التضامنية العالمية مع القضية الفلسطينية في مواجهة المخطط الصهيوني ، محذراً من مخاطر هذا المخطط الذي يريد تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم في غزة والضفة والقدس.
وجرى في نهاية الندوة حوار سياسي فكري أكد على أهمية التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية وعودة الحقوق والتمسك بخيار المقاومة .
حضر الندوة الدكتورة بثينة شعبان رئيس مجلس الأمناء في مؤسسة القدس الدولية والدكتور صابر فلحوط رئيس اللجنة الشعبية السورية لدعم الشعب الفلسطيني وعدد من الأمناء العامين وممثلي المنظمات الفلسطينية المقاومة وعدد من السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية المعتمدة في دمشق وممثلين عن وزارة الخارجية والمغتربين وعن الفعاليات السياسية والحزبية والشعبية في سورية وفلسطين ولبنان.