الثورة – ترجمة هبه علي :
تستعد وكالة الفضاء الأوروبية لإطلاق أحدث وأكبر صاروخ فضائي لها، آريان 6، في منتصف عام 2024. وما يجعل هذا المسعى مثيراً للاهتمام هو استخدام الوكالة لسفينة شحن تعمل بطاقة الرياح لنقل مكونات الصاروخ إلى موقع الإطلاق في غيانا الفرنسية.
تبرز Canopée، المعروفة بأنها السفينة الصناعية الهجينة الرائدة التي تتميز بأشرعة ذات أجنحة قابلة للطي، كسفينة شحن ذات تصميم مميز وحمولة فريدة بشكل استثنائي.
مع أربعة أشرعة شاهقة على ارتفاع 121 قدمًا (37 مترا ) فوق سطح السفينة الرئيسي، تستخدم Canopée طاقة الرياح عن طريق التقاطها من خلال أشرعتها الواسعة، والتي تغطي مجتمعة مساحة تبلغ حوالي 16000 قدم مربع (1486 متراً مربعاً ).
بينما تعتمد Canopée حالياً على زوج من محركات الديزل كمصدر أساسي للطاقة، فإن تصميمها يمثل معاينة لمستقبل الشحن.
تمتلك طائرات “Oceanwings” الرائعة، والتي سُميت بسبب تشابهها مع أجنحة الطائرات المنتشرة بالكامل، القدرة على خفض استهلاك الوقود بنسبة تصل إلى 50 بالمائة.
في أوائل تشرين الثاني، حققت كانوبي إنجازاً هاماً بإكمال رحلتها الأولى عبر المحيط الأطلسي. خلال رحلتها الأولى عبر المحيط الأطلسي مع نشر الأشرعة، نقلت Canopée المكونات المهمة للقسم العلوي من منصة الإطلاق Ariane 6.
وتضمنت هذه الشحنة هيكل المعززات ومكوناتها، وكلها مخصصة للرحلة الافتتاحية. تم تفريغ هذه الأجزاء المهمة وتسليمها إلى ميناء الفضاء الأوروبي في كورو بعد العبور.
ويتطلب الصاروخ، الذي تم تصنيعه في منشآت في جميع أنحاء أوروبا، نقل مكوناته إلى الميناء الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأوروبية في غيانا الفرنسية، إذ تقع هذه المنطقة الخارجية التابعة لفرنسا في شمال شرق أمريكا الجنوبية.
تم تصميم Canopée بشكل هادف لتلبية المتطلبات المعقدة لنقل Ariane 6. وباعتبارها سفينة ذات دفع هجين، فقد تم تصميمها خصيصاً لنقل جميع المراحل والمجموعات الفرعية لمنصة الإطلاق في وقت واحد.
وأوضح نيلز جويو، المدير الإداري لشركة Alizés، الشركة الفرنسية التي تدير السفينة، أنهم يستطيعون تحقيق وفورات في الوقود تصل إلى 50 % أو 60% في ظل ظروف الرياح المثالية. ومع ذلك، قد تنخفض هذه المدخرات إلى حوالي 10% أو 15% في الحالات الأقل ملاءمة.
وأضاف جويو: “في الوقت الحالي، نتوقع توفير حوالي 30% في المتوسط، لكننا سنحتاج إلى بضع سنوات أخرى من التشغيل لتأكيد هذا التوقع.”.
تعرب Joyeux عن ثقتها الراسخة في القدرة التنافسية المتزايدة لطاقة الرياح في السنوات القادمة. ويؤكد أنه على الرغم من أنه قد لا يمثل الحل الكامل لإزالة الكربون من صناعة الشحن، إلا أنه عنصر لا غنى عنه ولا يمكن إغفاله بعد الآن.
وبالتأمل في الفكرة الأولية المتمثلة في إعادة تقديم الأشرعة لسفن الشحن قبل عقد من الزمن كخطوة جريئة، فإنه يرى الآن أنها جانب مهم من المستقبل، خاصة وأن العديد من شركات الشحن تدرس أساليب مماثلة.
المصدر- أوراسيا