الثورة – ريف دمشق:
لم تنفع الشكاوى التي قدّمها أهالي أشرفية صحنايا إلى المعنيين بعد انتظار طويل والتردد إلى مؤسسة المياه في البلدة والاتصالات المتتالية، لعرض معاناتهم في انقطاع المياه وشرائها من الصهاريج بأسعار غير مقبولة، وقد تجمّع أهالي البلدة لنقل معاناتهم إلى كل من يهمه الأمر في المؤسسة لكن التريث كان سيّد الموقف، فلم ينفع الصوت العالي علناً ولم ينفع طرق أبواب المعنيين!! فعجباً..
يقول أبو جبر: لا نملك الأسعار الخيالية لدفعها لتأمين مياه الشرب والاستعمال يومياً، علماً أن البلدات المجاورة التزمت ببرنامج التقنين الجديد الذي نشرته مؤسسة المياه وتعذّر تطبيقه في حارتنا، وبقيت الأسباب غير مفهومة وغير مبررة.
أما أم فادي، تتأسف على انتهاء فصل الصيف ولم تنعم بالمياه، وتقول أصبحنا في نهاية كانون الأول والمياه مقطوعة منذ تسعة شهور وإن أتت تأتي بشكل خجول جداً..
ثلاثون ألف ليرة سورية سعر خمسة براميل بل أكثر، يدفعها الموظف عماد كل أسبوع آسفاً، مضطراً بعد غياب قطرة المياه عن منزله ثلاثة شهور متواصلة، والمنزل الذي يقطنه أجرة وهذا ما زاد البؤس بؤساً متسائلاً إلى متى هذا الحال؟
اتهامات بالجملة حول تحويل مياه الحيّ إلى المسابح الخاصة، والمزارع ومعامل الثلج والبوظة في فصل الصيف، كلها اتهامات قد لا نؤكدها ولكن في نفس الوقت لا ننفيها فالشائعات تطال كل كبيرة وصغيرة هذه الأيام وخاصة أن الفساد منتشر بعد تردي الأوضاع الاقتصادية التي نعيشها.
في وقت تتصدّر الأمبيرات المشهد، فكما ذكر الأهالي أن المشتركين في الأمبيرات يحجزون المياه لفترات طويلة في أيام المياه المخصصة، وهو ما يحرم الأناس البسطاء حقّهم في الحصول على دورهم.
ولنكون عند ثقة المواطن الذي لجأ إلى منبرنا الإعلامي حملنا حزمة من شكاويه إلى المعنيين في مؤسسة المياه في ريف دمشق لكن سرعان ما طيبوا الخاطر بالتريث والإشارة إلى أن هناك خطوط مياه جديدة قيد الإنشاء، وأن الخزان الاستراتيجي في منطقة “الجب الأحمر” في أشرفية صحنايا سيفعّل منتصف العام القادم، وخاصة أنه يخدّم الأشرفية وصحنايا والمناطق المجاورة ويلبي حاجتها من المياه.
مع العلم أن الأهالي يريدون حلاً سريعاً للحاجة لمياه الشرب والاستعمال، وخاصة أن الضائقة المادية التي يعيشها الكثير من الأهالي الذي يبلغ عددهم قرابة المليون تجعلهم يولون الأهمية إلى تأمين وقود التدفئة في فصل الشتاء، لذا ينتظرون حقهم في قطرة المياه.. فهل من مجيب؟!.