الثورة – ترجمة ختام أحمد:
الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً ويعيشون بمفردهم معرضون بشكل كبير لخطر الإصابة بالخرف. فقد وجدت دراسة أن امتلاك حيوان أليف قد يبطئ معدلات التدهور المعرفي.
وفي أحدث دراسة نشرت في مجلة JAMA Network Open ، قام فريق من الباحثين بتحليل البيانات التي تم جمعها من ما يقرب من 8000 مشارك، تتراوح أعمارهم بين 50 عاماً فما فوق، مشاركين في تجربة الشيخوخة طويلة الأمد التي تجري في إنكلترا.
وأظهر التحليل أن الأشخاص الذين يعيشون بدون أي شخص باستثناء حيواناتهم الأليفة لديهم معدلات أبطأ من الانخفاض في الذاكرة اللفظية والطلاقة مقارنة بالأشخاص الذين يعيشون بمفردهم تماماً.
ولكن لا يبدو أن ملكية الحيوانات الأليفة تحدث فرقاً بالنسبة لأولئك الذين يعيشون مع أشخاص آخرين.
نظراً لأنه قد يكون من الصعب على كبار السن العثور على شخص آخر للعيش معه بدلاً من الحصول على حيوان أليف، فقد تكون هذه الخطوة تغييراً بسيطاً نسبياً قد يؤدي إلى تحسين معدلات الخرف.
لكن هذا البحث لم يكشف سوى عن ارتباط، ولا يثبت أن امتلاك الحيوانات الأليفة تسبب في معدل أبطأ للتدهور مقارنة بمن هم فوق الخمسينيات والذين يعيشون بمفردهم تماماً.
مع تزايد أعمار السكان وزيادة متوسط العمر المتوقع، فإن مشكلة الصحة العامة الرئيسية في جميع أنحاء العالم هي تدهور الوظيفة الإدراكية لدى كبار السن.
وتشير التقديرات إلى أن عدد الأشخاص المصابين بالخرف في جميع أنحاء العالم سيرتفع من 57 مليوناً في عام 2019 إلى 153 مليوناً في عام 2050.
وكتب الباحثون في الدراسة: “إن تدهور الوظيفة الإدراكية لا يضعف بشكل خطير رفاهية الأفراد فحسب، بل يضع أيضاً عبئاً كبيراً على مقدمي الرعاية لهم ، فضلاً عن الأنظمة المالية والصحية في المجتمع”.
وقالوا: “لا يوجد علاج فعال متاح حالياً لعكس التدهور المعرفي أو علاج الخرف بنجاح. وبالتالي، فإن تحديد المجموعات السكانية المعرضة للخطر وعوامل الخطر القابلة للتعديل أمر بالغ الأهمية لصياغة تدخلات الصحة العامة وتعزيز الشيخوخة الصحية”.
على مدى العقود القليلة الماضية، تزايدت نسبة الأفراد الذين يعيشون بمفردهم. ففي الولايات المتحدة، على سبيل المثال، بلغت نسبة الأسر المكونة من شخص واحد ما يقرب من 30%.
لكن الأبحاث الحديثة أشارت إلى أن كبار السن الذين يعيشون بمفردهم معرضون بشكل كبير لخطر الإصابة بالخرف والتدهور المعرفي.
ارتبطت أشكال معينة من ملكية الحيوانات الأليفة- تربية القطط أو الكلاب، على سبيل المثال – بتقليل الشعور بالوحدة.
ومع ذلك، لم يتم استكشاف العلاقة بين ملكية الحيوانات الأليفة ومعدل التدهور المعرفي بشكل كامل، في حين تظل النتائج الحالية موضع نقاش.
وفي الدراسة الأخيرة، استخدم الباحثون البيانات من دراسة الشيخوخة الإنكليزية لتقييم الذاكرة اللفظية والطلاقة.
ووجد العلماء أن ملكية الحيوانات الأليفة ارتبطت بمعدلات أبطأ من انخفاض الذاكرة اللفظية والطلاقة بين الأفراد الذين يعيشون بمفردهم، ولكن ليس بين أولئك الذين يعيشون مع الآخرين.
تشير النتائج إلى أن ملكية الحيوانات الأليفة قد تترافق مع تباطؤ التدهور المعرفي بين كبار السن الذين يعيشون بمفردهم.
لكن الباحثين قالوا إن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد ما إذا كان يمكن اعتبار ملكية الحيوانات الأليفة عاملا سببيا في إبطاء معدل التدهور المعرفي لدى كبار السن الذين يعيشون بمفردهم أم لا.
المصدر – نيوز ويك
التالي