الثورة – متابعة عبد الحميد غانم:
حظي العام الفائت بأحداث وتطورات خطيرة إقليمية ودولية، وإذا كان كيان الاحتلال الإسرائيلي الغاصب وراء التوترات في منطقتنا فإن سبب الاضطرابات الحالية في العالم هو تصرفات الغرب بقيادة الولايات المتحدة وسياساتها المدمرة، والعالم في العام الجديد لا مأمن له من المكائد الجيوسياسية للغرب والأزمات والمخططات الجديدة التي يحضر لها من قبل الغرب.
ووفقاً لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريحات له نقلها موقع آر تي: إن “الوضع في العالم مستمر في التقلب، وأحد الأسباب هو أن الدوائر الحاكمة في الغرب.”، تلك الدوائر كما وصفها الوزير الروسي بأنها “تثير الأزمات على بعد آلاف الكيلومترات من حدودها من أجل حل مشاكلها على حساب الدول الأخرى.”؛ كما فعلت بتدخلها الشائن بالشؤون الداخلية في أوكرانيا وقبلها في جورجيا ودول أخرى، وكما تواصل ممارساتها في أن تتدخل بالشؤون الداخلية في الصين وروسيا وإيران ودول منطقتنا.
تلك الممارسات التي عادت العالم بالتوتر والمشكلات السياسية والاقتصادية التي لايزال العالم يعاني منها.
وبحسب مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف فإن الولايات المتحدة هي المستفيد الرئيس من النزاع في أوكرانيا، بينما تتكبد الدول الأوروبية خسائر جمة بسببه.
وبينما تجني واشنطن الكثير من المال من هذا النزاع، تخسر أوروبا الكثير، كما هو الحال مع ألمانيا… أي أن هذا يأتي على حسابهم، لكن “الأوروبيين يتبعون تعليمات واشنطن.”، كما أشار المندوب الروسي.
لذلك فالظروف التي يتشبث فيها الغرب بالهيمنة المراوِغة لاأحد في مأمن من مكائده الجيوسياسية، وهذا “الفهم يتنامى في العالم.” كما قال الوزير لافروف.
ورغم كل محاولات الغرب والإجراءات التي اتخذها بحق روسيا من دعم نظام كييف وعقوبات اقتصادية، لكن مشروعه فشل في أوكرانيا، وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن الجيش الروسي حقق الهدف الرئيس من العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا لعام 2023 والقائم على إفشال الهجوم المضاد لقوات نظام كييف.
ونوه شويغو بأن “نجاح الجيش الروسي بإنجاز المهام جاء من خلال العديد من العوامل المحددة، منها إنشاء نظام فعال للخطوط الدفاعية والقدرة القتالية العالية لجميع الوحدات والتشكيلات الفرعية وموثوقية وفعالية المعدات العسكرية الروسية والإجراءات الماهرة والحاسمة للمدافعين عن الوطن.”.
وأشار شويغو إلى الدعم غير المسبوق الذي يقدمه الشعب الروسي للقوات المسلحة والذي ساعد على أخذ زمام المبادرة على خط التماس القتالي مع العدو.
إلا أن الولايات المتحدة لا تزال مصرة على الاستمرار بسياسة الحروب التي تنتهجها في العالم، فقد أكد سفير روسيا في واشنطن أناتولي أنطونوف أن السلطات الأمريكية ومن خلال تخصيص حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لكييف تثبت الولاء لمفهوم “الحرب حتى آخر أوكراني.”.
وبحسب أنطونوف، يجب على الإدارة الأميركية أن “تدرك عدم جدوى الجهود الرامية إلى هزيمة روسيا في ساحة المعركة.”. وقال : “يبدو واضحاً أن الإمدادات الجديدة من الأسلحة غير قادرة على تغيير الوضع على الأرض ولن يبقى أي هجوم إرهابي تشنه القوات المسلحة الأوكرانية باستخدام الأسلحة الغربية دون رد حاسم، وسيتم حرق جميع معدات الناتو وتدمير الذخيرة الموردة لأوكرانيا”، موضحاً أنه “حان الوقت لكي تتخلى واشنطن عن أوهام إلحاق هزيمة إستراتيجية بروسيا”.
وبات شركاء روسيا على الساحة الدولية يدركون هذا الوضع ويتفق معظمهم مع موسكو على أن الغرب عاجلاً أم آجلاً سيتعين عليه قبول حقائق عالم متعدد الأقطاب، وبعد ذلك سيتم حل جميع القضايا على أساس توازن المصالح، ومع ذلك حتى هذه اللحظة يبدو أنه كما يرى الوزير لافرروف “الأزمة ستستمر في التفاقم.” إذا لم تتخل واشنطن والغرب عن تلك الممارسات، وستستمر الحروب والنزاعات إلى العام القادم.
وذكَّر لافروف بما قام به الغرب من اعتداءات كقصف قوات حلف شمال الأطلسي يوغوسلافيا وغزو العراق بحجة زائفة حول وجود أسلحة الدمار الشامل هناك، وانهيار الدولة الليبية والتدخل في سورية، لافتاً إلى أن مثل هذه الأفعال لم تتسبب سوى بمزيد من الفوضى في العالم.
التالي