الدكتور فضلية لـ “الثورة”: من يبذخون بعيد رأس السنة مالكو الأصول أو مستغلو ظروف الحرب.. والفقراء لا قدرة لهم لانخفاض دخولهم
الثورة – وفاء فرج:
في كل عام تشهد أعياد رأس السنة حالة من الإسراف والبذخ لدى البعض من المواطنين الذين يعتبرونه فرصة للإنفاق والصرف والتعبير عن الفرحة بقدوم عام جديد، وبالمقابل نجد غالبية الناس من ذوي الدخل المحدود، ليس في استطاعتهم التفكير بشراء نصف كيلو من اللحمة أو سمكة واحدة نتيجة انخفاض الدخول وعدم القدرة حتى على الادخار لمثل هذا اليوم.
وهذا ما يطرح السؤال عن كيفية المقاربة بين هذا البذخ والوضع الاقتصادي والمعيشي المتدني مع انخفاض الدخول والتضخم الحاصل؟!.
الأستاذ في جامعة دمشق في كلية الاقتصاد الدكتور عابد فضلية قال لـ “الثورة”: ما نشهده اليوم من بذخ في الإنفاق والاستهلاك لدى شريحة معينة (صغيرة) من المواطنين مقابل ضعف القوة الشرائية والقلة (لدى بقية الشرائح)، هي ظاهرة طبيعة في ظل ظروف (الحرب) و(التضخم)، ويحدث ذلك دائماً في أي دولة في العالم، فيما لو مرت بالظروف التي مرت وتمر بها سورية.
وقال: وعليه يتحسن وضع ميسوري الحال (وخاصة من يملك الأصول الثابتة ويدخر بالقطع الأجنبي والذهب)، وتكثر في الوقت ذاته ثروات البعض كمن تساعدهم الظروف أو ممن يستغلون مثل هذه الظروف لمصلحتهم (كتجار المواد الغذائية والضرورية ووسطائهم ووسطاء تجارة المنتجات الزراعية والمحتكرين لها وكذلك العاملين بتجارة العملة وبأنشطة التهريب وخاصة منهم من يهرب مواد استيرادها غير مسموحاً ..الخ)، مبيناً أن هؤلاء هم من يبذخون بالإنفاق والشراء والاستهلاك، ولاسيما ممن يغتني بصورة غير شرعية، وهم طبعاً قلة نسبياً ولا يشكلون أكثر من 20% (وهم كما ذكرنا الأغنياء ومالكو الأصول، إضافة للذين خدمتهم ظروف الحرب أو قاموا باستغلالها).
وأما البقية الباقية وهم 80% – بحسب فضلية – فبعضهم لم يتضرر مادياً أو معيشياً مثل (بائعي المفرق وبعض الحرفيين والمهنيين)، حيث يبيعون دائماً بالسعر السائد المكون من (التكلفة + نسبة الربح)، غير أن قسماً منهم ينخفض الطلب على مواده ونشاطه مثل (صناعة وتجارة الموبيليا والألبسة)، وهم يشكلون ما نسبته أيضاً (20%).
أما النسبة الباقية من المواطنين فهم المتضررون حتماً وبشدة، وهم العاطلون عن العمل ومن ذوي الدخل المنخفض والدخل المحدود من أصحاب الرواتب والأجور، ولاسيما منهم من العاملين في القطاع العام الذين تخضع رواتبهم للأنظمة والقوانين النافذة والتي لا يمكن تغييرها بسرعة وسهولة، كما هو الأمر لدى أرباب العمل في القطاع الخاص.
وأضاف: لذلك فإن الاحتفالات ومناسبات الإنفاق انخفضت من حيث العدد، نظراً للأوضاع التي ذكرناها سابقاً، فلم يعد ذوو الدخل الضعيف يحتفلون أبداً، أما الشرائح الأغنى فهي عندما تحتفل، فإنها تحتفل ببذخ وخاصة منهم أثرياء الحرب الذين ازدادت ثرواتهم بسرعة وبأضعاف مضاعفة.