الثورة – هراير جوانيان:
ستشد المجموعة الرابعة في كأس أمم إفريقيا أنظار الجماهير العربية، لأنها تضم اثنين من المنتخبات العربية، هما الجزائر و موريتانيا، علاوة على وجود منتخبين آخرين يعتبران من بين الفرق التي تملك تاريخاً كبيراً في المسابقة القارية، بوركينا فاسو وأنغولا.
الجزائر مرشح بارز..
ويدخل المنتخب الجزائري هذه المجموعة بوصفه المرشح الأول لانتزاع المرتبة الأولى فيها، كذلك تأمل جماهيره أن يذهب منتخب الخضر، الذي توج بلقب كأس إفريقيا في مصر عام 2019 إلى أبعد الأدوار في هذه النسخة بساحل العاج، مع القتال من أجل إمكانية العودة باللقب، وتعويض الفشل الذي رافق المشاركة الأخيرة بالكاميرون في عام 2022.
وتملك كتيبة المدير الفني جمال بلماضي كل الإمكانات للذهاب بعيداً في البطولة، بوجود عدد من النجوم يقودهم لاعب الأهلي السعودي رياض محرز، وكذلك نجم ميلان الإيطالي إسماعيل بن ناصر الذي تجاوز نهائياً مخلفات الإصابة التي تعرّض لها، بالإضافة إلى جهوزية عدد من النجوم الشابة في الفريق، مثل المهاجم محمد الأمين عمورة المتألق مع سان غيلواز البلجيكي، والجناح فارس شعيبي الذي يقدم مستويات قوية في الموسم الحالي مع آينتراخت فرانكفورت الألماني.
منتخب قوي..
أما من جهة المنتخب الموريتاني، فإنه يستمد قوته من دهاء مدربه أمير عبدو، ويسعى منتخب المرابطين لتأكيد تألقه في البطولات الأخيرة التي شارك فيها، بعد أن أصبح لا يغيب عن المواعيد الكبرى، إثر حضوره في كأس أمم إفريقيا 2019، في القاهرة و2022 في الكاميرون، إضافة إلى حضوره في نهائيات كأس العرب 2021 في الدوحة، وذلك بعد أن استفاد من العمل الكبير لمدربه السابق، الفرنسي كورينتان مارتينز، الذي قاد المنتخب في الفترة بين 2014، و2021، وخلف أثراً إيجابياً بعد أن لعب دوراً كبيراً في النجاحات الأخيرة.
وتُعَدّ كرة القدم الرياضة الشعبية الأولى في بلد المليون شاعر، لكن مشاركاته في البطولات القارية لا تحمل إنجازات كبيرة، على مدار تاريخهم، حيث إنهم لم يسبق لهم المشاركة في البطولة الإفريقية قبل عام 2019، لكن بداية صحوتهم كانت في بطولة إفريقيا للمحليين في عام 2014، التي شهدت عودة المنتخب للمشاركات الإفريقية، بعد تجميد مشاركاته لسنوات، إثر تسليط عقوبة من الكاف عليه، بعد انسحابه من خوض تصفيات بطولة إفريقيا إثر أزمة مالية خانقة.
ومن أسباب تطور الكرة الموريتانية أيضاً صعود أحمد ولد يحيى لرئاسة الاتحاد الموريتاني لكرة القدم في يوم 29 تموز من عام 2011، إذ إنه نجح في إقناع الدولة بتغيير سياستها، من أجل الاستثمار أكثر في كرة القدم.
ويضم المنتخب العربي مجموعة مميزة من اللاعبين الصاعدين، ويُعَدّ أبرزهم علي عبيد ظهير أيسر فريق ألكوركون الإسباني، وعبد الله با، مدافع فريق أوكسير الفرنسي الذي شفي نهائياً من الإصابة الخطيرة التي لحقت به، وقد جاءت عودته في الوقت المناسب، بالنظر لقيمته في الخط الخلفي للمنتخب، وباكاري ندايي، لاعب الدفاع الحسني الجديدي المغربي، ومختار سعيد الحسين، لاعب فالادوليد الإسباني، وإسماعيل دياكيتي الذي يحمل عديد التجارب المميزة في الدوري التونسي مع نادي حمام الأنف واتحاد تطاوين والنادي الصفاقسي أحد الرباعي الكبير في الكرة التونسية.
ونجح الفريق أيضاً في القيام بتعزيز قوي، وهو ضمّ المهاجم المتألق في الدوري البلجيكي مع ستاندار دي لييج، أبو بكر كويتا الذي يحمل أيضاً الجنسية الفرنسية، واقتنع بعد مفاوضات طويلة باللعب مع المنتخب.
بوركينا فاسو بذكريات 2013..
أما فيما يتعلق بمنتخب بوركينا فاسو، فإنه يسعى لتكرار إنجاز كأس إفريقيا لعام 2013 بجنوب إفريقيا، بعد أن بلغ مباراة الدور النهائي، على اعتبار أنه يضم مجموعة مميزة من اللاعبين، كذلك فإنه يحمل تاريخاً حافلاً في المسابقة، بعد أن شارك منتخب الخيول في كأس الأمم الإفريقية 12 مرة، وقد كان أول ظهور له بالمسابقة في نسخة عام 1978، قبل أن يغيب عن البطولة لفترة وصلت إلى 18 عاماً، لكنه عاد مجدداً في نسخة 1998، وهي البطولة التي نظمها بنفسه، وبلغ الدور نصف النهائي فيها.
وبلغ أيضاً الدور نصف النهائي في نسخة عام 2017، في الغابون، إثر هزمه للمنتخب التونسي في الدور ربع النهائي، قبل الخسارة أمام المنتخب المصري، بركلات الترجيح 4-3 بعد أن انتهى الوقت الرسمي، ثم التمديد، بنتيجة التعادل 1-1.
ويملك المنتخب مجموعة مميزة من النجوم، أبرزهم برتران تراوري (أستون فيلا الإنكليزي) ودانغو واتارا (بورنموث الإنكليزي) وعبدول تابسوبا وسيدريك بادولو (شريف تيراسبول المولدوفي) وإدموند تابسوبا (باير ليفركوزن الألماني) الذي يعد من أبرز المدافعين في العالم في الفترة الحالية، وهو يقدم مستويات قوية مع متصدر الدوري الألماني، تحت قيادة المدير الفني الإسباني تشابي ألونسو.
Abdulhameed Ghanem, [1/12/2024 12:58 PM]
ويشرف على قيادة المنتخب منذ شهر نيسان من عام 2022، المدير الفني الفرنسي هيبير فيلود الذي يملك خبرة كبيرة في كرة القدم الإفريقية، بعدما قاد منتخبي توغو والسودان إلى كأس الأمم الإفريقية، وفريق مازيمبي الكونغولي إلى إحراز لقب كأس الاتحاد الإفريقي عام 2016.
أنغولا الأضعف..
ويعتبر منتخب أنغولا، على الورق، أضعف منتخبات المجموعة، إذ إنه يعود لأجواء البطولة بعد أن غاب عنها خلال العشر سنوات الأخيرة، وتحديداً منذ نسخة عام 2013، فيما يطمح المدرب البرتغالي للمنتخب بيدرو سواريز غونزاليس إلى أن يقود المنتخب لتحقيق المفاجأة في هذه النسخة.