الثورة – ميسون مهنا:
تمثل بطولة كأس أمم إفريقيا التي انطلقت في ساحل العاج، حلقة جديدة من حلقات تأثير حراس المرمى ودورهم مع منتخبات بلادهم.
ويشارك في كأس أمم إفريقيا ٢٠٢٣ عدد من حراس المرمى الأفذاذ في القارة، يتنافسون على جائزة القفاز الذهبي، وصناعة الحدث، وقيادة منتخباتهم إلى منصة التتويج.
وتراهن منتخبات الشمال في إفريقيا على مجموعة من ألمع حراس المرمى في الوطن العربي، فالمنتخب المغربي يملك الحارس الأفضل في إفريقيا ياسين بونو المحترف في الهلال السعودي، والمنتخب المصري لديه المخضرم محمد الشناوي رجل البطولات الكبرى، والمنتخب الجزائري أعاد إلى صفوفه الحارس الكبير رايس مبولحي نجم شباب بلوزداد، فيما يراهن منتخب تونس على حارس الاتحاد المنستيري بشير بن سعيد، وهي أسماء تمثل القوة الضاربة في تشكيلة المنتخبات العربية في المونديال الإفريقي.
وتشهد البطولة حضوراً لحراس مرمى مميزين آخرين، مثل إدوارد ميندي حارس مرمى منتخب السنغال المحترف في صفوف أهلي جدة السعودي وأحد أفضل ثلاثة حراس مرمى في العالم قبل سنوات قليلة، بخلاف أندريه أونانا حارس منتخب الكاميرون المحترف في صفوف مانشستر يونايتد الإنكليزي.
– نجوم كتبوا التاريخ..
وقدمت بطولة كأس الأمم الإفريقية عبر تاريخها الطويل الذي بدأ من نسخة ١٩٥٧، حراس مرمى أساطير لعبوا دور البطولة المطلقة مع منتخبات بلادهم.
ويعتبر عصام الحضري حارس مرمى منتخب مصر الأول السابق (١٩٩٦ – ٢٠١٨)، أهم رمز في عالم حراسة المرمى العربية والإفريقية في بطولة كأس الأمم ، فهو نال لقب البطولة أربع مرات، منها مرة واحدة كحارس ثانٍ، وفي الوقت نفسه، كان الحارس الأفضل والورقة الرابحة في ثلاث مناسبات قارية أعوام ٢٠٠٦ – ٢٠٠٨ – ٢٠١٠.
ونجح الحضري في أن يكون أكبر حارس مرمى يشارك في المباريات في نسخة ٢٠١٧، وكان عمره وقتها تخطى الرابعة والأربعين، وساهم في بلوغ مصر المباراة النهائية.
ولمع بشدة في منتخب الجزائر رايس مبولحي، الذي لا يزال يواصل مسيرته مع محاربي الصحراء، وهو النجم الكبير الذي ذاع صيته في أمم إفريقيا ٢٠١٩ في مصر، وكان ورقة جمال بلماضي في حسم مباريات صعبة عديدة أمام ساحل العاج والسنغال ونيجيريا، وقدم بطولة هي الأفضل في تاريخه وصنعت منه حارساً كبيراً.
وتألق حراس مرمى آخرون، ولكن من دون تتويج بالكأس القارية، وتحديداً بادو الزاكي حارس مرمى منتخب المغرب في الثمانينيات، الذي نال الكرة الذهبية ولقب أفضل لاعبي القارة السمراء، كما أجاد شكري الواعر أسطورة المرمى التونسية في التسعينيات، والذي قاد نسور قرطاج لبلوغ نهائي أمم أفريقيا ١٩٩٦، وكان في قمة مستواه.
وخارج الدائرة العربية، تألق العديد من حراس المرمى في تاريخ البطولة، لعل أشهرهم توماس نكونو أسطورة الكاميرون التاريخية، والمصنف في الكثير من الترشيحات حارس القرن العشرين في إفريقيا، ونجح نكونو في قيادة الكاميرون لأول تتويج قاري لها، عندما نال اللقب في عام ١٩٨٤، كما وصل إلى نهائي ١٩٨٦ بعدها، وساهم في وصول الكاميرون لبطولة كأس العالم مرتين، ونال لقب أفضل حارس مرمى في القارة مرات عدة، كما نال جائزة أفضل لاعب في إفريقيا مرتين في إنجاز تاريخي عامي ١٩٧٩ و١٩٨٢.
وقدّمت الكاميرون حارس مرمى أسطورياً آخر نافس نكونو كثيراً، وهو المتألق بشدة في الثمانينيات أنطوان بل، الذي نال لقب الأفضل في عام ١٩٨٨، وساهم في تتويج منتخب الكاميرون بطلاً في تلك النسخة، وحضر في القائمة المونديالية للكاميرون ثلاث مرات.
ومن الأسماء البارزة التي لا تنسى في عالم حراس مرمى إفريقيا غير العاديين، الحارس النيجيري الشهير فينسيت إيناما الذي يصنف أفضل حارس مرمى في تاريخ نيجيريا على الإطلاق، وساهم في حصول بلاده على كأس أمم إفريقيا عام ٢٠١٣ بعد غياب طويل، وكان صاحب حركات بهلوانية في المرمى وشخصية قيادية في الوقت نفسه.
ومن الأسماء المؤثرة بقوة، دي موامبا حارس مرمى منتخب الكونغو الديمقراطية في الستينيات والسبعينيات، وهو اسم أسطوري في تاريخ كأس الأمم ، وساهم في حصول الكونغو على لقب بطل كأس أمم إفريقيا ١٩٦٨، وكان الحارس الأفضل واللاعب الأفضل في تلك البطولة، كما ساهم في حصد منتخب الفهود لقباً قارياً آخر عام ١٩٧٤، ووقتها اختير أفضل حارس مرمى في البطولة، ويعتبر من أفضل حراس القارة في القرن العشرين.
