الملحق الثقافي-رنا بدري سلوم:
لا أخفيكم القول إن «ساندي بل» المراسلة الصحفيّة في المسلسل الكرتوني، قد ساهمت إلى حد ما في تشكيل شخصيّتي، وهي التي تعيش مواقف حياتيّة صعبة، تتكيّف مع يتمها، تقدّر وجود الجيران وتعيش الصّداقة الحقيقية، وتعشق مهنة الصحافة وتؤدي دورها على أكمل وجه، قيم يعرضها المسلسل الكرتوني الشهير منذ ١٩٨٨، حين كنت آنذاك طفلة تجلس أمام التلفاز» والطفل كقطعة الإسفنج التي تمتص كل ما تتعرض له وفقاً لهوفمان».
أكاد أن أجزم بأن إعلام الطفل بما فيه أفلام الكرتون تساهم في تنمية الحس الجمالي لدى الطفل من خلال إحساسه باللون والشكل والإيقاع الصوتي الجميل وتناسق الحركة وملاءمة أجزاء الصورة.. فالحاجات الأساسية للطفل وفقاً للتربويين: «الحاجة إلى الغذاء، والأمن، والمغامرة والخيال، والجمال، والحاجة إلى المعرفة» وأفلام الكرتون برسومها المتحرّكة تلبي الثلاث حاجات الأخيرة، وبهذا المقياس تكون إيجابيّة، فهي تنمّي الخيال بأنواعه، القصصي والدرامي، والخروج عن الواقع إلى شخصيّات لا نجدها في عالمنا، وأحداث لا يمكن أن تقع، وقد يسارع بعضنا إلى القول بأن ذلك سلبي، والحق أن الخيال حاجة أساسيّة من حاجات الأطفال بشرط ألا يكون مغرقاً في السلبية لا يحمل قيمة، ولا يغرس فضيلة.. فالخيال الذي نصادفه في أفلام الرسوم المتحرّكة هو الذي يعطي الطفل رؤيا بعيدة المدى، يجعله يحلل ما يدور حوله من أحداث ومواقف، ويفعل عمليّات التفكير العليا لديه، كالاستدلال والمقارنة والاستنتاج والتحليل والتركيب مما نفتقده في المدارس غالباً، لأننا نستبدل ذلك كله مهارة واحدة فقط تجعل الطفل كالببغاء، وهي مهارة التذكّر.
ومن الإيجابيات التي ذكرتها دراسة تحت عنوان إيجابيات إعلام الطفل، تنمية الثروة اللفظية للطفل مما يمنحه قدرة على التعبير، وفهم العربيّة الفصحى أكثر، وأفلام الرسوم المتحرّكة تعلّم الأطفال العربية أكثر مما تفعله الكتب المتخصّصة في القواعد والنحو، ذلك لأن الطفل يتكلم الفصحى، ويسمعها في مجال التطبيق بعيداً عن التنظير.. والسؤال لكم..من هي الشخصيّة الكرتونيّة التي تأثّرتم بها في طفولتكم؟.
العدد 1174 – 16 -1 -2024