الخبير الإعلامي أكثم سليمان: روسيا وسورية تعملان على منظومة قيمية وطنية تاريخية

الثورة – غصون سليمان:

خلال مشاركته في المؤتمر الإعلامي السوري- الروسي الأول الذي عقد مؤخراً في دمشق عبر خاصية الفيديو- من ألمانيا- أشار الباحث والخبير في تحليل الخطاب الإعلامي وفي العلوم السياسية، الدكتور أكثم سليمان إلى أهمية نظرية المنظومة وتطبيقها على العمل الإعلامي ولاسيما في سياق العلاقات الإعلامية السورية- الروسية.
ولفت إلى ما حققه الإعلام الروسي من اختراقات هائلة على مستوى المنظومة الغربية السائدة في هذا العالم خاصة فيما يتعلق بأوكرانيا وسورية والعدوان الإسرائيلي على غزة.
فالبحث في موضوع العلاقات الإعلامية السورية- الروسية أو حتى على مستوى العالم ومجالات أخرى هو أمر مهم جداً في عمل المنظومة، واستشهد الدكتور سليمان بمثال حول ذلك قائلاً: عندما نتحدث عن الأبحاث الإعلامية، هل وظيفة الإعلامي السوري وغيره ممن يعمل في الإذاعة والتلفزيون أو بالقطعة أن يراجع النظريات الإعلامية؟ الجواب بالتأكيد “لا”، لأن النظريات الإعلانية تخرج عن مراكز أبحاث إعلامية يفترض أن تكون موجودة في هذه المنظومة سواء في سورية أم روسيا ودول أخرى وتتعامل مع بعضها البعض وتخرج بالنتائج لهذا الصحفي وذلك.. بمعنى أن النظريات الإعلامية هي التي تدرس وترتب الاستراتيجيات الإعلامية، لأن الصحفي هو عنصر منفذ لا وقت لديه لمناقشة هذه الأمور والتعمق بها.
وأشار الدكتور سليمان إلى الحاجة لمنظومة تعاون روسي- سوري وليس فقط إجراءات مؤقتة أو أمور تحدث على مستوى معين كتدريب الصحفيين، متسائلاً بعبارة لماذا على الصحفي في أي بلد بالعالم وليس فقط في سورية يتجه إلى مؤسسات غربية أو مؤسسات عربية ذات لون غربي؟
ولفت الخبير الإعلامي إلى سبيل أن محطة “آر تي” تحتاج إلى أكاديمية إعلامية ترافق العمل الإعلامي المختلف الذي تقوم به وتتعامل مع أكاديميات أخرى موجودة في سورية وغيرها من الدول، هكذا تكون المنظومة، مضيفاً: إن الأكاديمية التدريبية هي جزء من المنظومة الإعلامية لناحية المحتوى الإعلامي، الضيوف، طريقة الإخراج، وعلى مستوى الشكل الإعلامي لاشك أن الغرب هو الذي وضع بصمته على هذا اللون، وهذا يعود للباحثين.
المضمون الإعلامي:
ويشدد الدكتور سليمان على قضية المضمون الإعلامي وضرورة ربطه بمنظومة متكاملة من مراكز الأبحاث إلى مراكز تدريب الصحفيين إلى منظومة اقتصادية “التمويل”، فالصحفي يحتاج الطعام والشراب ومسؤول عن أسرته وعائلته نهاية الشهر، مؤكداً أن المنظومة الغربية تعتاش على هذا الأمر، لذلك المنظومة الاقصادية، وطريقة عيش الصحفي، وحصوله على المال سواء كان موظفاً أم عاملاً بالقطعة هي أيضاً جزء من هذه المنظومة العملية ويفترض أن يتم تطوير الكثير من الأمور البديلة، بحيث يخرج الإعلام السوري الروسي بمضمون مختلف تماماً عن الإعلام الغربي ويحقق اختراقات في كثير من الأحوال.
وأوضح الخبير الإعلامي أن الجانب الروسي تحدث في الفترة الماضية، ولا يزال، عن قضية رئيسية هي التداول التجاري بغير الدولار، ونحن نحتاج إلى تداول إعلامي بغير الدولار، بمعنى أن نحدد نحن عملة جديدة ليس بالمعنى الاقتصادي، وإنما بالمعنى القيمي في مواجهة الليبرالية الحديثة، خاصة وأن الرؤية والمنظومة الغربية هي المسيطرة، فوكالات الأنباء العالمية الأساسية حتى الآن في أياد غربية، وتتحكم ببث الصور على مستوى العالم بعيداً عن الذي يعيش في سورية وروسيا.
ويقول سليمان: إذا ما نظرنا على المستوى الآخر إلى أوروبا وأمريكا وكثير من الدول المتأثرة بهاتين الجهتين، نرى أن الإعلام يضع العناوين التي يريدها، من قبيل روسيا تريد احتلال أوكرانيا ومن ثم ألمانيا وفرنسا، إذاً هناك سيطرة نهائية من جانب، لذا نحتاج إلى سيطرة من الجانب الآخر، أي الوكالة تحتاج وكالة، ومركز الأبحاث يحتاج إلى مركز أبحاث، ومركز تدريب الصحفيين يحتاج لمراكز مماثلة، والأهم في هذا السياق من وجهة نظر سليمان التشبيك في الداخل الروسي، السوري، أو في دول شبيهة، أو بين هذه الجهات للوصول إلى منظومة تزيح على الأقل جزئياً المنظومة الأخرى وتخرج الصحفي من سيطرتها.
وأوضح سليمان أثناء الحرب العدوانية على سورية كيف كانت مراكز الأبحاث تخرج بنتائج ما أنزل الله بها من سلطان، ثم مؤسسات دولية وإعلام يلحق الاثنين، وبالتالي لا يمكن لصحفي وحده أو مؤسسة إعلامية لوحدها أن يحدد المسار.
توظيف الإعلام

وحول توظيف الإعلام في الغرب- إذا ما صدر تصريح عن سياسي أمريكي أو أوروبي- فعلى أساس التصريح يعمل الصحفي وتخرج مراكز الأبحاث بأبحاث شبيهة وتحرك المؤسسات الدولية من أجل خدمة هذا الأمر، وهذا ما حصل أثناء الحرب العدوانية على سورية، والعملية العسكرية الروسية الخاصة بأوكرانيا، إذ تم استغلال واستثمار مؤسسات دولية وجرى الضخ الإعلامي باتجاهات مختلفة على الصعيد السياسي والاقتصادي والعسكري والنفسي كي يتم إنتاج فضاء إعلامي يحمل كل المؤثرات السلبية ضد البلد المستهدف.
وختم الدكتور سليمان حديثه بالقول: نحن لا نتحدث فقط عن صداقة سورية، روسية، أو صينية سورية، أو صينية أوروبية، وإنما نتحدث عن منظومة قيمية أيضاً ضد الليبرالية الغربية والتي هي استعمار قديم بشكل جديد يدعي حقوق الإنسان، وحرية الفرد في اختيار جنسه وما شابه. بينما روسيا وسورية تعملان على منظومة قيمية وطنية، قيمة تاريخية، قيم تراعي الدين والعلاقات المتساوية بين البشر بعيدا عن الشعارات.
من هنا تأتي ضرورة العمل على منهجية واضحة في قضية المنظومة للوصول إلى فضاء إعلامي مختلف ضمن بنية إعلامية متكاملة.

آخر الأخبار
من دمشق الدولي: اكتشاف غشّ السمن ومحلول لمعالجة المياه شركات تركية من "دمشق الدولي": فرص جديدة للتعاون والتوسع إنهاء أزمة الشرب في صحنايا والباردة بحلول العام القادم تل حيش الأثري ينمو من جديد.. حملة تشجير لتخليد ذكرى شهداء المنطقة الجناح الأبخازي.. كسر المسافة مع الجمهور وجمع الاقتصاد بالثقافة سياحة المزارع في حلب.. استثمار في الطبيعة الاقتصاد غير المرئي.. شبكة موازية لفعاليات المعرض الشباب السوري وتعزيز المبادرات التطوعية التنموية والدعم الإنساني من الطين إلى الفن.. صناعة الفخار بين الماضي والمستقبل تصدير 600 ألف برميل من النفط السوري يعزز الحضور في الأسواق العالمية وزير الاقتصاد في لقاء حواري: تعزيز الإنتاج وخلق فرص العمل في سوريا دعم الابتكار والشباب.. جولة اطلاعية لوزير الاقتصاد في معرض دمشق الدولي خطة لترميم مدارس درعا تأهيل شوارع بصرى الشام لتعزيز العلاقات.. إيطاليا تعيد افتتاح قسم التعاون في سفارتها بدمشق 200 خط هاتفي  بانتظار التجهيزات في مقسم السليمانية تقديرات بإنتاج 33 ألف طن رمان في درعا سوريا تعرب عن تضامنها مع أفغانستان وتعزِّي بضحايا الزلزال  مستشفى التوليد والأطفال في اللاذقية.. خطط طموحة لتعزيز جودة الخدمات الطبية رغم خطورته أثناء الحرائق.. الصنوبر الثمري يتصدر الواجهة في مشاتل طرطوس الحراجية