الملحق الثقافي- سعاد زاهر:
قضايا متنوعة حملتها الرواية السورية من خلال كلمات روائيين سوريين تناوبوا على معالجة قضايا أبرزها الواقعية كما فعل فارس زرزور وهاني الراهب.
في نهاية العقد العشرين بدا واضحاً انتقال الرواية السورية للانفتاح على قضايا المجتمع العربي، بسبب اطلاع الروائيين
على المنجز الروائي العربي، وعدم اكتفائهم بالاطلاع عليه، بل انخرطوا فيه وبقضايا المجتمع العربي.
لو أردنا تعداد المنجز الروائي السوري لبرزت لدينا الكثير من الروايات التي لم تكن الرواية السوربة بعيدة عن الاستفادة من الفنون البصرية فتحول الكثير منها إلى دراما تلفزيونية وإلى أفلام سينمائية مثل فيلم «الفهد» الشهير للمخرج «نبيل المالح»، والذي حاز جوائز كثيرة، فهو مأخوذ من رواية «حيدر حيدر» التي تحمل الاسم نفسه.
فيلم «باسمة بين الدموع» للروائي الكبير «عبد السلام العجيلي»، كما تحولت «الرواية المستحيلة» للروائية «غادة السمان» إلى فيلم بعنوان «حراس الصمت».
أيضا تحولت خمس روايات لحنا مينة إلى أفلام سينمائية، كانت البداية مع فيلم «اليازرلي» عام 1974 ومن إخراج «قيس الزبيدي»، و»الشمس في يوم غائم» من إخراج «محمد شاهين»، و»آه يا بحر» عن رواية «الدقل»، و»الشراع والعاصفة» الذي أخرجه «غسان شميط».
وما بين الكلمة والصورة، ما أوجه التشابه والاختلاف؟
الرواية حين تكون بعيدة عن السينما،تخضع لتفسيرات كل قارئ ومشهديته الخاصة،بينما حين تتحول إلى فيلم باتت كل أفكارها مختزلة بفيلم يقاس مدى نجاحه بقدرته على إعطاء عمق وجمالية وانتشار للعمل الروائي.
لاشك أن عدداً قليلاً من مجموع الروايات السورية تحول إلى سينما أو دراما ولا تزال في جعبة الروايات السورية الكثير كي تتعامل معه بصرياً، وخاصة مع انخفاض نسب القراءة وانصراف المتلقي نحو المشهدية البصرية التي تحقق انتشاراً واسعاً للرواية.
العدد 1176 – 30 -1 -2024