الثورة – لميس عودة:
غداة تعليق عدد من الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة مساهماتها المالية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، في انحياز مفضوح لحملة التحريض التي يروج لها الاحتلال الإسرائيلي ضد الوكالة، أعلن رؤساء وكالات إنسانية تابعة للأمم المتحدة، اليوم، أن قطع التمويل عن “الأونروا” سيكون له “عواقب كارثية” على غزة.
وقال بيان صادر عن اللجنة الدائمة المشتركة بين وكالات الأمم المتحدة التي تشمل الشركاء الرئيسين المعنيين بالشؤون الإنسانية داخل المنظمة وخارجها، إن “سحب التمويل من الأونروا أمر خطير وقد يؤدي إلى انهيار النظام الإنساني في غزة، مع عواقب إنسانية وحقوقية بعيدة المدى في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي جميع أنحاء المنطقة”.
وطالب البيان الدول التي قطعت التمويل عن الوكالة بإعادة النظر سريعاً في قرارها، مشيرا إلى أنه لا تملك أي جهة أخرى غير الوكالة، القدرة على تقديم حجم ونطاق المساعدة التي يحتاجها 2.2 مليون شخص في قطاع غزّة بشكل عاجل
وتقوم الأونروا، باعتبارها أكبر منظمة إنسانية في قطاع غزّة، بتوفير الغذاء والمأوى والحماية، حتى في الوقت الذي يتعرّض موظفوها للتشريد والقتل.
ومؤخراً، علّقت 12 دول رئيسية مانحة لوكالة الأونروا تمويلها مؤقتاً، بسبب مزاعم الاحتلال حول احتمال مشاركة موظفين بالوكالة في عملية “طوفان الأقصى” يوم السابع من تشرين الأول الماضي. وإثر ذلك أكّدت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين، فرانشيسكا ألبانيز، أن الدول التي علّقت تمويلها للوكالة “تعاقب ملايين الفلسطينيين في توقيت حساس، مشيرة إلى أن تلك الدول تنتهك التزاماتها المتعلقة باتفاقية منع الإبادة الجماعية.
وكانت مؤسسات حقوقية فلسطينية قد أكدت في وقت سابق من يوم أمس أن وقف الدعم المالي عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” هو “استكمال للإبادة الجماعية في قطاع غزة”، وحذّرت من أن ذلك يقود أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع إلى الموت جوعاً.
كذلك دعت عشرون منظمة إنسانية الدول الغربية التي علقت تمويلها لوكالة “الأونروا” إلى التراجع عن هذا الإجراء الذي يهدد حياة الفلسطينيين ـ محذرة من تداعيات هذه الخطوة على تفاقم حالة تدهور الوضع الاإنساني في قطاع غزة.
وفي وقت سابق من يوم أمس قال مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في الغذاء، مايكل فخري، إنّ “المجاعة أصبحت أمراً لا مفر منه في قطاع غزّة، بعدما أوقفت بعض الدول تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا”.