أزمات طبيعية ونزاعات بشرية ترفع أسعار الغذاء في العالم.. عربش لــ “الثورة”: الخبز في سورية الأرخص عالمياً
الثورة _ دمشق _ إخلاص علي
بين تجاذبات الحرب الروسية الأوكرانية والاتهامات المتبادلة بشأن اتفاق الحبوب من جهة والجفاف الذي يضرب في كندا ومناطق أخرى من العالم من جهة أخرى، يزداد الطلب على القمح عالمياً الأمر الذي دفع بأسعاره ارتفاعاً وصعَّب من إيجاد مصادر ثابتة لتأمينه.
سورية لم تكن بعيدة عن كل ما يجري من تجاذبات في العالم لناحية تأمين القمح ، بل كانت من أكثر الدول تأثراً بذلك كونها كانت تعتمد على طرفي الحرب الروسية الأوكرانية في تأمين القمح والزيوت وكثير من المنتجات النباتية والحيوانية، ولكن بعد احتدام الحرب بين الدولتين أصبحت روسيا المصدر الوحيد للقمح إضافة لما يتم إنتاجه محلياَ.
ارتفاع أسعار القمح عالمياً زاد من قلق الدول المستوردة للقمح ودفعها باتجاه تعزيز المخازين تخوفاً من التوترات والأزمات التي ما إن تنطفئ في مكان حتى تشتعل في مكان آخر.
الدولة السورية في قلب الأزمة العالمية للغذاء كونها دولة تتحمّل التزامات كبيرة تجاه مواطنيها ولاسيما ما يخص مادة الخبز التي تعتبرها خطاً أحمر رغم كل الضغوطات المادية والعقوبات والحصار والحرب.
استقرار في التوريد وارتفاع بالتكاليف
الخبير الاقتصادي الدكتور زياد عربش أكد في تصريح ل “الثورة” أن الدولة السورية تعتبر مادة الخبز من أساسيات القوت لعامة المواطنين وخاصة للمستفيدين بسعره المدعوم (من الطحين إلى مستلزمات الإنتاج بما فيها المازوت)
وأضاف عربش يعتبر الخبز في سورية الأرخص عالمياً وبامتياز حيث لايتجاوز سعر الكيلو ٢ سنت أمريكي، حيث لم يتم رفعه إلا بنسب قليلة مقارنة بسلع أخرى مدعومة تم رفع سعرها بشكل جوهري خلال السنة المنصرمة والشهر الماضي (مشتقات الطاقة) أو مواد مقنّنة يتم تأمينها حسب الحال وليس دورياً حسب المخصصات المقررة ، لكن ارتفاع تكاليف تأمين مادة الطحين عالمياَ وزيادة كلف استيراد الأقماح تتتالى منذ شباط ٢٠٢٢ خاصة مع استمرار معركة كسر العضم بين روسيا الاتحادية ودول الناتو ليضاف إليها اليوم استمرار عدوان الكيان الإسرائيلي على غزة منذ ثلاثة أشهر، وهذا كان تأثيره كبيراَ على كل السلع والمنتجات ولاسيما القمح الذي يمر عبر طرق وممرات تشهد معارك ونزاعات.
وأوضح عربش أن سورية ترتبط مع الدول الصديقة بعقود توريد مسبقة لتأمين القمح وارتفاع كلف الشحن والتأمين وصعوبات الإمداد خاصة عبور البحار يزيد من الصعوبات التي تتراكم مع استمرار الحصار والعقوبات على سورية ..مع ذلك تعتبر الدولة أن تأمين الطحين والقمح (جزء منه محلي الإنتاج ومدعوم وجزء آخر يتم استيراده) خط أحمر سواء لجهة الكميات المطلوبة أو إنتاجه وتوزيعه بالسعر الأرخص كونه يمثل جزءاً يسيراً من القوت اليومي.