الثورة – رولا عيسى:
يعد إطلاق أول مصنع للإسمنت الأبيض في سوريا باستثمار قدره 20 مليون دولار خطوة استراتيجية في مسار إعادة الإعمار.
وذكر الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات إسمنت المنطقة الشمالية الدكتور عبيد سبيعي في كلمة خلال حفل الإطلاق: نشهد اليوم إطلاق أول مصنع للإسمنت الأبيض في سوريا باستثمار بلغ 20 مليون دولار، ويوفر 130 فرصة عمل مباشرة، وأكثر من 1000 فرصة عمل غير مباشرة، في القطاعات اللوجستية المساندة والمستفيدة.
وتمثل الأرقام الواردة في تصريح الدكتور سبيعي، مؤشراً بالغ الأهمية على بداية تحول اقتصادي حقيقي في سوريا، وخاصة في مجال إعادة الإعمار.. فالاستثمار الذي يبلغ 20 مليون دولار في قطاع حيوي مثل الإسمنت الأبيض، ليس رقماً عادياً في الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد، بل هو دلالة على ثقة استثمارية متزايدة، وعودة رأس المال العربي إلى السوق السورية.
الإسمنت الأبيض، مقارنة بالإسمنت التقليدي، يُستخدم بشكل رئيسي في الأعمال المعمارية والتشطيبات الخارجية ذات الجودة العالية، ما يشير إلى أن المصنع لا يخدم فقط مشاريع البنية التحتية الأساسية، بل أيضاً مشاريع الإعمار الحضري، والتطوير العمراني الجمالي، وهو ما تحتاجه سوريا بشدة في المرحلة القادمة.
وذكر أن المصنع يسهم بتوفير 130 فرصة عمل مباشرة، وهذا يعني خلق وظائف مستدامة لأفراد سيعملون في المصنع نفسه، ما يسهم في تحريك السوق المحلية، وتحسين مستويات المعيشة في المجتمعات المحيطة بالمشروع، في ظل نسب بطالة مرتفعة، فإن أي مشروع يوفر هذا العدد من الوظائف يعد مكسباً حقيقياً على المستوى الاجتماعي والاقتصادي.
كما أنه يوفر أكثر من 1000 فرصة عمل غير مباشرة، بحسب ، وهذا الرقم يضاعف الأثر الإيجابي للمشروع، حيث يشير إلى تشغيل قطاعات مساندة مثل النقل، الخدمات اللوجستية، الصيانة، التغليف، والموردين المحليين.
بمعنى آخر، هذا المصنع لا يعمل بمعزل عن الاقتصاد، بل يُشكل نقطة تحفيز لدوائر اقتصادية أوسع، مما يساعد على تحريك عجلة الاقتصاد في أكثر من قطاع.
ولاشك أن إطلاق مصنع للإسمنت الأبيض يرتبط مباشرة بأهداف إعادة الإعمار في سوريا، كونه يدعم توفر المواد الأساسية محلياً، ويقلل الحاجة للاستيراد، ويخفض تكاليف البناء والتشطيب نتيجة التصنيع المحلي، ويساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي في مواد البناء المتخصصة، ويرسل رسالة سياسية واقتصادية بأن سوريا باتت بيئة ممكنة للاستثمار.
وبالتالي، هذا المشروع يتجاوز كونه منشأة صناعية، ليُعتبر ركيزة حقيقية في مشروع وطني أكبر لإعادة بناء سوريا، اقتصادياً وعمرانياً واجتماعياً.