الثورة – منهل إبراهيم:
شهدت زيارة الرئيس الأمريكي الانتخابية إلى ميشيغان مظاهرات منددة بدعمه للكيان الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة، بينما يحاول جو بايدن تفادي خسارة ناخبيه من الأمريكيين في هذه الولاية المهمة لمعركة الوصول إلى البيت الأبيض، وفيما قال مراقبون إن هذه الشريحة قد تقاطع الاستحقاق بسبب إحباطها، قال آخرون إنها باتت بين نارين وخيارين حلوهما مُر.. بايدن، أو الرئيس السابق دونالد ترامب.
ويرى محللون أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، على وجه الخصوص، بمثابة مصدر قلق مستمر لبايدن، حيث أثار دعم إدارته لإسرائيل غضب بعض الديمقراطيين، بما في ذلك نسبة أكبر من الناخبين الشباب الذين يمكن أن تحدد نسبة إقبالهم نتائج الانتخابات.
وبينما سيتوجه الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع في جميع أنحاء البلاد، فإن عدداً قليلاً من الولايات سيلعب دورا في حسم هذا السباق، كولاية ميشيغان التي يتظاهر فيها المئات ضد سياسة بايدن الداعمة للحرب على قطاع غزة، وقد تصوت ضده في الانتخابات وتحدث فرقاً.
وبدأت تظهر في الأفق ملامح الخصمين المتنافسين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث تفصلنا أشهر عن انعقاد مؤتمري الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وهي اللحظة التي يكشف فيها كل حزب رسمياً عن مرشحه الرئاسي.
انتخابات عام 2024 تبدو وكأنها يصعب تغيير مسارها، وستكون المنافسة بين الخصمين جو بايدن ودونالد ترامب، فريدة من نوعها في التاريخ الحديث باعتبارها مباراة العودة بين الرئيس الحالي وسلفه السابق الحالم بالرجوع للبيت البيضاوي.
ويوضح محللون أنه “بالنسبة لأولئك الذين يقولون إن سياسات دونالد ترامب جعلت حياتهم أفضل وأكثر أمانا، وجعلت الاقتصاد والمجتمع أفضل، فإن الأمر محسوم”.
ولدى حملة ترامب كل الدوافع لمواصلة الهجوم على بايدن، ومن أسباب ذلك صرف الانتباه عن نقاط ضعف ترامب، ومنها مشاكله القانونية وخطابه المثير للخلاف ومحاولاته لتقويض نتائج انتخابات 2020، والتي ساهمت في وقوع هجوم كانون الثاني 2021 على مقر (الكابيتول) الأمريكي.
لكن لدى بايدن أيضا نقاط ضعف رئيسية، حيث يكافح من أجل الترويج لإنجازاته في فترة ولايته الأولى ويحاول إقناع الجمهور بأن لديه القدرة على مواصلة الحملة الانتخابية والحكم لولاية ثانية.
وبالفعل، خلال هذا السباق الرئاسي يصور بايدن سلفه ترامب على أنه خارج عن السيطرة ويشكل تهديداً لأمريكا، وللديمقراطية نفسها، وترامب كذلك يصور رئيسه الحالي بالفاقد للقدرات على إدارة الحكم.
ولا تزال معدلات تأييد بايدن الضعيفة في منطقة خطرة بالنسبة لرئيس حالي يدخل عام الانتخابات، ومع ذلك، فإن التصورات العامة عن ترامب سلبية أيضاً.
وتظهر استطلاعات الرأي أن الهجرة هي القضية الأهم بالنسبة لكثير من قاعدة ناخبي ترامب، ومصدر ضعف للرئيس الحالي، وانقسام بين الديمقراطيين.
وأثبتت الجهود المبذولة لمعالجة المشكلة في الكونغرس عدم نجاحها، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن ترامب كان يضغط على الجمهوريين لمنع التشريعات التوفيقية إلى ما بعد الانتخابات.
وربما تلعب قضايا أخرى أيضاً دوراً في السباق الرئاسي المقبل، بما في ذلك معدلات الجريمة في الولايات المتحدة، والبيئة وتغير المناخ، والسياسة الخارجية.
