يتسابق الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أيهما أكثر إجراماً وانتهاكاً للقوانين والمواثيق الدولية، بعدما عقدا العزم سوية في ليلة ظلماء بقلب قطاع غزة المحاصر رأساً على عقب فوق رؤوس ساكنيه، انتقاماً من ملحمة طوفان الأقصى التي خلخلت أركان الكيان الصهيوني وكشفت وهنه وضعفه أمام المقاومة الفلسطينية البطلة.
وبعد أن أوغل المجرم نتنياهو في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين، بدعم مباشر من شريكه بالإجرام بايدن، وبعد أن أصبحت جرائم حكومة الاحتلال على طاولة محكمة العدل الدولية في لاهاي، وبعد أن تكشف الفشل الذريع للعدوان الصهيوني المتواصل على غزة من تحقيق أي هدف من أهدافه، راح بايدن بإشعال النيران بعيداً عن الأراضي الفلسطينية الملتهبة.
ويهدف بايدن في ذلك.. أولاً.. لحرف الأنظار عن جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والطفولة التي ارتكبت ومازالت ترتكب كل ساعة بحق المدنيين الفلسطينيين وأطفالهم في غزة المنكوبة، وثانياً.. من أجل تلبية الرغبة المتأصلة في عقول ساسة واشنطن القائمة على إشعال الحروب ونشر الفوضى والإرهاب والدمار في كل مكان.
ومن أجل تحقيق الرغبة الأميركية العدوانية وتوسيع دائرة المعتدين، جرّت إدارة البيت الأبيض معها الحكومة البريطانية، لتكون شريكة لها في العدوان المستمر على اليمن الذي أعلن صراحة موقفه الرافض للجريمة الكبرى التي ترتكب بحق الأطفال الفلسطينيين في غزة أمام مرأى ومسمع العالم، موجهاً صواريخه ضد الأهداف الإسرائيلية في البر والبحر.
كما لا يخرج العدوان الأميركي الأخير على سورية والعراق والذي راح ضحيته عدد من مواطني البلدين، عن الحرب الإسرائيلية الأميركية على الفلسطينيين، بل هو جزء أصيل منها، وفي نفس الوقت يأتي في سياق الإبقاء على المشروع الإرهابي الداعشي الأميركي على قيد الحياة، لاستخدامه بحسب الحاجة لتحقيق أهداف السياسة العدوانية للإدارات الأميركية المتعاقبة.