من الواضح أن سياسة الغرب وخاصة المحافظين الجدد في واشنطن، ليس لديهم أي مخاوف بشأن إبادة البشرية جمعاء في محرقة نووية من صنع أيديهم.. وهو ما سعى إليه الغرب وراء إشعال الحرب في أوكرانيا التي كادت تتدحرج نحو حرب نووية وعالمية ثالثة.
وهو نفسه يسعى الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة من خلال دعم النظام العنصري الصهيوني إلى إشعال المنطقة من وراء العدوان على غزة وعلى الشعب الفلسطيني في فلسطين المحتلة.
هذه السياسة التي أصبحت أحد العوامل الرئيسة المزعزعة للاستقرار في العلاقات الدولية وعائقاً أمام تنمية البشرية جمعاء، متمثلة بالاستعمار الجديد الذي يستخدم اليوم كل أساليب الاستعمار القديم مجتمعة كالحروب والاحتلال واستخدام الإرهاب بنوعيه واستخدام ممارسات ومفاهيم من أجل القضاء على البنية القيمية الثقافية للإنسانية.
ففي منطقتنا في سورية وفلسطين، وكذلك في منطقة أوراسيا، يجتمع الاستعمار الجديد في أساليبه مع الاستعمار القديم، أما “الليبرالية الجديدة” من خلال توجهاتها لقوى الاستعمار الجديد فهي خطر يهدد كل البشرية.
من هنا، فإن الرسالة الهامة التي وجهها المشاركون في المنتدى الدولي لأنصار التصدي للممارسات الحديثة للاستعمار الجديد الذي نظمه حزب روسيا الموحدة في العاصمة الروسية موسكو تحت شعار: “من أجل حرية الأمم”.. رسالة تؤكد على أن سلوك الغرب اليوم يظهر بشكل واضح نزعته العدوانية ضمن إطار الاستعمار الجديد وتحديداً في محاولاته ممارسة الضغوط الاقتصادية على الدول الأخرى لسلب سيادتها وفرض القيم الغربية عليها.
إن العالم الذي يشهد اليوم حالة شديدة التقلب مع انتشار التهديدات الأمنية التقليدية وغير التقليدية، والتوترات المتزايدة التي تفرزها سياسات الغرب يحتاج إلى تعاون حقيقي وتنسيق وثيق بين القوى الدولية الكبرى ودول العالم وفق المبادئ الدولي للسلم والأمن الدوليين لاسيما وفق إعلان موسكو الذي وقعه السيد الرئيس بشار الأسد والرئيس فلاديمير بوتين في موسكو عام 2005 وتضمن دعوة إلى توطيد نظام عالمي جديد يقوم على سيادة القانون الدولي والديمقراطية وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب والهيمنة والعنصرية وقيام تعاون دولي لحماية الشؤون الأسروية وتوقيع اتفاقيات حول هذا الموضوع والتأكيد على احترام الخصوصيات التاريخية والروحية والحضارية للشعوب في إطار تعاونها لتوطيد القيم الإنسانية..
ومن أجل تشكيل نظام عالمي ديمقراطي متعدد الأقطاب يقوم على مبادئ القانون الدولي واحترام المصالح المشروعة والثقة المتبادلة والتعاون الخلاق.