يشكل الأولمبياد العلمي اختباراً حقيقياً للطاقات والقدرات الكامنة عند طلابنا على مستوى جميع الصفوف وفي كل الموادالتعليمية، فالموهبة تتقد وتعتلي أذهان هؤلاء في مسابقات محلية وعالمية لها شروطها وضوابطها وقيودها وهي بالتأكيد ليست سهلة.
وعلى الرغم من سنوات الحرب المؤلمة وحجم الضغوط النفسية ومارافقها من خوف وقلق وفقر خطفت استقرار وأمان طلابنا، كما جميع أبناء المجتمع، فقد أثبتت التحديات اننا كسوريين على مستوى المسؤولية، ونمتلك من الثروة البشرية مايغني مجتمعنا في البحث عن كل ما يساعد في التطوير والتقدم العلمي، فما تشهده المسابقات الدولية من حضور لافت للإبداع الشبابي السوري وتتويجه على المنابر العالمية على مدار العام بحصوله على المراتب الأولى ليس فقط على المستوى العلمي، وإنما الرياضي والفني والاجتماعي والثقافي، مايؤكد قدرة البلد على النهوض والاستنهاض من خلال تأمين البيئة المناسبة بمتطلباتها واحتياجاتها وضروراتها من إمكانات مادية ومعنوية وتقنية.
فلدينا من الكفاءات والخبرات الوطنية مايكفي لجميع الاختصاصات، وتالياً المشكلة ليست برأس المال البشري وإنما بكيفية استثماره بالشكل الأمثل والحفاظ عليه وبقائه برغبة، من دون محاولة استنزاف الآخر لما نملكه من قدرات بشرية وطنية منتمية ترفع لها القبعة.