الثورة – ديب علي حسن:
واحد من أهم الإعلاميين السوريين الذين نذروا أنفسهم للمشهد الثقافي ومتابعته رصداً وتحليلاً وتوثيقاً عبر برنامجه الشهير الذي كانت تبثه إذاعة دمشق (كاتب وموقف).
لم يكن البرنامج حدثاً عادياً، بل أشبه بحلقات نقاش مهمة جداً تعقد في صالات المراكز الثقافية حيث يغص المكان بالحضور.
وربما يمكن القول إن المستمعين والمتابعين وقوفاً للندوة أكثر من الجلوس.
لم يترك قضية ثقافية يمكن أن تخطر في البال إلا وعمل على نقاشها مع من هم أهل لذلك.
وأذكر أننا كنا كصفحة ثقافية ضيوف إحدى حلقاته المهمة وطرح العديد من القضايا التي تؤرق العمل الصحفي الثقافي.
وكان قد تمنى الكثيرون على وزارة الثقافة أن تطبع ما تم إعداده من الندوات، لكن الأمر لم يصل إلى مبتغاه، وكان الجواب أن الكلفة عالية جداً، لأن البرنامج يغطي فترة زمنية طويلة في سورية.
وقد أشارات بوابة أخبار الشرق في موقعها إلى قدم هذا البرنامج إذ تقول (أقدم مقدم برامج إذاعي سوري: عبد الرحمن الحلبي وشهرته الحوارية!).
سجل أقدم مقدم برامج سوري في إذاعة دمشق عبد الرحمن الحلبي حلقة جديدة من برنامجه الإذاعي الأسبوعي (كاتب وموقف)، بالرغم من تعبه وحالته الصحية، مشيراً إلى أنه قارب التسعين من عمره.
ويعتبر برنامج (كاتب وموقف) من أهم البرامج الحوارية الإذاعية في سورية، التي استقطبت كبار كتاب سورية ومفكريها من روائيين وقصاصين ونقاد وباحثين في الفكر والفلسفة والعلوم الإنسانية.
وتضيف في شهادتها التي نشرت منذ ثلاث سنوات.. وتمكن هذا البرنامج من متابعة الحركة الثقافية باهتمام عبر فترة تزيد عن الخمسين عاماً، واشتهر مقدمه عبد الرحمن الحلبي بقوة شخصيته وحزمه في ضبط إقاع الحوار الثقافي وسعة ثقافته التي جعلته معروفاً في الوسط الثقافي السوري.
وقد نقلت الصحافة جزءاً كبيراً من حواراته والقضايا التي أثارها، وخاصة عندما كان المثقفون السوريون يرون في البرنامج نافذة إعلامية لهم.
ومن الضيوف الذين حاورهم عبد الرحمن الحلبي في برنامجه: الدكتور الطيب تيزيني، والشاعر شوقي بغدادي، الشاعر ممدوح عدوان. أيضاً الشاعر علي الجندي، الروائي حنا مينة، الروائي فارس زرزور، الشاعر عمر أبو ريشة، الناقد سمر روحي الفيصل، المؤرخ محمد محفل، المؤرخ سهيل زكار، ومئات من كبار المثقفين السوريين؟.
عبد الرحمن الحلبي ذاكرة نقدية وفكرية وأرشيف النشاط الثقافي الخصب الذي كان جسد القدرة على أن يكون الفيصل في القضايا التي طرحها.. وكم هو جميل وفاء له أن يتم العمل على إصدار قسم من هذا النشاط في كتاب، إذا لم يكن ممكناً نشر الكل لأننا سنكون أمام عمل أشبه بكتاب الأغاني.