الملحق الثقافي- ديب علي حسن:
في زحمة الأعمال الإبداعية التي تصدر ومعظمها يدور في فلك النثر الذي يسمونه شعراً بغض النظر أنه قصيدة نثر أم لا، فهو لا يملك من مقوماتها أي شيء.
في هذا الازدحام تطل علينا إصدارات جميلة تحمل قبساً من القلب والروح وتغرد في ظاميء السراب الذي كاد يشمل كل شيء.
الوجدانيات ليست بوحاً وكفى، بل هي نبض يحمل معه الكثير من الألم والأمل.
وثمة كتب خالدة مازالت وستبقى بهية لأنها من الروح إلى الروح ..الكثير من إبداع جبران خليل جبران سمته البوح الوجداني وفلسفة الإشراق التي تعطي الإنسان قيمته العليا التي لا تقف عند حدود العالم المادي بل تذهب في الأعماق.
تتعب الروح في هذا العالم المتأزم ولابد لها من قبسات روحانية تزيل صدأ الروح.
وما أصدق قول جبران:
والعدلُ في الأرضِ يُبكي الجنَّ لو سمعوا
بهِ ويستضحكُ الأموات لو نظروا
فالسجنُ والموتُ للجانين إن صغروا
والمجدُ والفخرُ والإثراءُ إن كبروا
فسارقُ الزهر مذمومٌ ومحتقرٌ
وسارق الحقل يُدعى الباسلُ الخطر
وقاتلُ الجسمِ مقتولٌ بفعلتهِ
وقاتلُ الروحِ لا تدري بهِ البشرُ
العدد 1179 – 27 -2 -2024