الملحق الثقافي-عبد العزيز محمود المصطفى:
إنّني أحبُ مدينةً تشرقُ الشّمسُ منها كأنّها حمائمُ سلام!!
تسيطرُ على تفاصيل يومي كثلجِ الشّتاءِ
تخيمُ على أحاسيسِ قلبي كمعزوفةِ شِعرٍ وغَزلٍ
على هيئةِ قُبلة على أديمِ فجري
أو عِناقٍ في ليلٍ طال أو شبه مُحالٍ!!
هناكَ أجدُ بحرَ أجوبةٍ لكلّ أسئلتي!!
أسلكُ طريقًا معطرة توصلني إلى قلبٍ تفوحُ منه رائحةُ صمودٍ وكبرياء
تتلاشى سهامُ السنين وتتساقطُ جدرانُ الصمتِ من يومياتِ شفتيّ
فيعلو موالُ أغنيتي باسمكِ نحو السّماء
فتنزلُ طمأنينةٌ يكسوها ثوبُ عقدٍ من المَخاضِ
وأعشقُ ورد الياسمين الذي تعطيه شمسكِ من جمالها
وسيفكِ شامخٌ على أطرافِ مشاعري
إنّني أتوهُ في بساتين مدينةٍ منحتني لونًا وطعمًا منها
أكادُ أنسى طريقَ عودتي منكِ لولا مناراتُ مقلتيك في قلبي
فما زلتُ على قيدِ الوعد قيدِ الحبِ
أتناول خبز تفاؤلي الصباحي وفاكهةَ تأملي المسائي
وما زالتْ شواطئي تلتمسُ سفينةَ وحيَكِ ليبدأ عمري
تنتظرُ أجراسَ النداءِ لتزفَ لي بُشرى السّماء
فأنا أسيرٌ في قيدكِ مُذ كنت أملًا قبل ألفِ ألفِ حنينٍ
منذ قتل طالوتُ جالوتَ
وهاهي دماء وجدي شهودُ دعوتي
تفيضُ من بين أصابعي تشهد:
ألاّ أحدَ سواكِ يمكنه أن يعيدَ لفؤادي سكونه
لا أحدَ يستحقُ حياتي
يستحقُ حروفي
إنّني أتنفسكِ يا كلّ المدنِ
إنني أحبكِ يا دمشق
العدد 1181 – 12 -3 -2024