يناور بايدن متعلقاً بحبال “إنسانية” مهترئة مناورة عبثية خاسرة في وقت ميداني مستقطع، فما عجزت أميركا و”إسرائيل” عن تحقيقه عسكرياً رغم فائض الوحشية على غزة لن تنجزانه عبر التسلل “الإغاثي”، والمعونات الملغومة لن تحرز لهما هدفاً وهمياً في شِباك المقاومة المنيعة.
ما تسعى واشنطن لتعويمه على صفحة الادعاءات الإنسانية الكاذبة وحديثها عن مساعي إنشاء ميناء بحري في غزة لنقل مساعدات لضحايا إرهابها وإرهاب إسرائيل غاياته مكشوفة، وليس خافياً حتى على أولئك المصابين برمد الخداع الأميركي، وما توصيف الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا لمخططات أميركا “بالرقص على العظام” إلا شرحاً وافياً لقبح المآرب الأميركية في وقت يموت فيه أهلنا بسلاح أميركي.
قذى الإرهاب في العيون الأميركية وإن ارتدى بايدن قناع إنقاذ الغزاويين من كوارث تجويع متعمد بموافقة أميركية، وماغمز إدارة بايدن من قناة الدواعي الإنسانية لإنشاء قاعدة تجسس وإرهاب أميركية جديدة في بحر غزة بذريعة تأمين إغاثة لمن تقتلهم إسرائيل بسلاح أميركي، ماهي إلا عربدة وقحة ومراوغة ثعالب البيت الأبيض.
رغم كل الجلبة الدعائية المثارة عن خلافات حادة بين بايدن ونتنياهو بشان ارتفاع عدد الشهداء في مجازر الإبادة الجماعية فإن الحقائق أكثر من جلية لا يخفيها غربال المواربات والتمويه للخروج من عنق زجاجة الإخفاقات بعد مضي 160 يوماً على عدوان وحشي لم ينجز فيه نتنياهو إلا رقماً قياسياً جديداً في الدموية والوحشية.
لهيب المتغيرات الإقليمية والدولية بات يلسع بايدن ونتنياهو في مقتل أوهامهما، ومحاولات تلافي التداعيات القاصمة لظهر التجبر العدواني عبر ذر غبار التضليل للتعمية على حقيقة الهزائم، لن يجدي نفعاً ولن يغير من معادلات التصدي والردع المقاوم المفروضة بقوة ميدانياً.
المرحلة الحالية أكثر من مفصلية في كل أبعادها وتداعياتها المستقبلية، فنتائجها ستثبت خرائط إقليمية ودولية وتنسف أخرى، لذلك نجد الاستشراس الإجرامي من العدو وراعية إرهابه أميركا على أشده لمنع ترسيخ خرائط جديدة تنسف مخططات الهيمنة العدوانية،وبالمقابل نشهد الثبات المقاوم وتعاظم الثقة بالقدرات النوعية واليقين بالانتصار على اتساع خريطة الرفض للمشاريع الصهيو أميركية.