الثورة – دمشق – ثورة زينية:
في محاولة لإيجاد حديقة حيوان وفق مواصفات نموذجية تضاهي الحدائق العالمية الخاصة بهذا النوع منها، عهدت محافظة دمشق بحديقة الحيوان الموجودة في منطقة العدوي عند مدخل العاصمة الشمالي إلى مستثمر خاص باشتراطات صارمة على حد قول المعنيين في المحافظة سوف تسهم في وجود مثل هذه الحديقة المنشودة.
ومن المقرر أنه مع أول أيام عيد الفطر السعيد ستفتتح حديقة الحيوان في العدوي أبوابها أمام الزائرين حسب مدير الحدائق في محافظة دمشق المهندس سومر فرفور، حيث تستمر عمليات التأهيل والصيانة والتجديد لمرافق الحديقة وإعادة ترتيب حظائر الحيوانات من جديد بشكل يتناسب مع الحلة الجديدة للحديقة.
وبيَّن المهندس فرفور أن المحافظة تعاقدت مؤخراً مع مستثمر جديد باشتراطات تقضي بزيادة عدد الحـيوانات وتزويد الحديقة بأنواع جديدة وبأعمار صغيرة كون معظم ما هو موجود حالياً في الحديقة من حيوانات بات كبيراً بالسن ولا يصلح للتكاثر، لافتاً إلى أن المستثمر الجديد بالفعل استقدم حيوانات جديدة سيتم وضعها قريباً في الحديقة.
مستثمر حديقة الحيوان سامر الحمصي بيَّن لـ”الثورة” أنه يسعى لأن تكون الحديقة نموذجاً مميزاً لحدائق الحيوان في سورية، مؤكداً أنه استقدم عدداً من الحيوانات المفترسة من مثل النمور والأسود وأنواع من الدببة الروسية، إضافة للسعي لاستيراد حيوانات نادرة سيتم وضعها ضمن أقفاص آمنة ومناسبة حسب نوع الحيوان يشرف عليها أطباء بيطريون وسيكون لكل حيوان دفتر لقاح ويجري فحصه بشكل دوري للتأكد من سلامته.
وأضاف: “بما يخص أجرة الدخول للحديقة ستكون رمزية بهدف استقطاب الجميع لزيارة الحديقة، وخاصة أمام طلاب المدارس للتعرف على أنواع الـحيوانات الموجودة في الحديقة.”
وبحسب مديرية الأملاك في محافظة دمشق فإن القيمة الإجمالية لعقد الاستثمار الممنوح للحديقة تبلغ حوالي 13 مليار ليرة والبدل السنوي 700 مليون ليرة، على أن يتكفل المستثمر بكل ما يلزم الحديقة بالكامل من رعاية واهتمام، وإطعام ورعاية الحيوانات ودفع أجور العاملين في الحديقة، علماً أن حديقة الحيوان في العدوي كانت تكلف المحافظة 700 مليون ليرة سنوياً لقاء تأمين الطبابة والطعام والعلف للحيوانات، الأمر الذي دفع بالمحافظة لطرحها للاستثمار وفق دفتر شروط تضمن أنواع وأعمار الحيوانات التي سيستقدمها المستثمر، واستقدام أنواع جديدة مثل التماسيح والغزلان والنمور البنغالية والدببة والنعام وغيرها، ومع نهاية مدة الاستثمار يشترط أن تكون تلك الحيوانات بحالة صحية جيدة، إضافة لإقامة محمية للحيوانات المفترسة.
كما يتضمن دفتر الشروط الخاص باستثمار الحديقة إضافة مرافق مثل ساحة ألعاب وكافتيريا للزوار وشاشة عرض عملاقة لعرض برامج وثائقية عن الحيوانات بمختلف أنواعها ولاسيما ما هو موجود منها في الحديقة مع الحفاظ على الحيوانات الموجودة.
وكان حجر الأساس لإنشاء حديقة الحيوان في العدوي وضع في تشرين الثاني من عام 1998 ،وتم تدشينها في حزيران 2004 بهدف تجميع الحيوانات وخاصة المفترسة منها وجعلها مركز لجذب الزائرين.
وتعتبر هذه الحديقة هي واحدة من اثنتين لحدائق الحيوان، حيث كانت الحديقة الثانية موجودة في منطقة دوما بريف دمشق إلا أنها خلال الحرب على سورية تعرضت للنهب والتخريب.
