الثورة – حمص- سهيلة إسماعيل:
أكدت وزير الثقافة الدكتورة لبانة مشوح خلال لقائها شخصيات ثقافية في المركز الثقافي العربي بحمص أن ملف الهوية الوطنية يقع ضمن أولويات الدولة وأن الوزارة أخذت على عاتقها إعادة بناء الهوية الوطنية ضمن ثلاثة محاور؛ المحور الأول هو محور مفاهيمي يتم الاتفاق فيه على مفاهيم وأساسيات وتعريفات تكون نقطة انطلاق لبناء استراتيجية تعزز وتكرس الهوية الوطنية، والمحور الثاني يتضمن الخطوات الإجرائية ستتكفل كل جهة بتنفيذها، لأن الحرب شرذمت الكثير من الأفكار وحاولت هدم الكثير من القيم, وربما شاب الانتماء بعض الشوائب لذلك كان لا بد من إعادة النظر في كل المنظومة الفكرية والقيمية لمعرفة مفاهيمها وكل ما يميزها للبناء على هذه المعطيات، وقد بدأنا ببناء الإطار المفاهيمي بحثياً من خلال ورشات عمل أقيمت في كل من حلب ودمشق وحماة واللاذقية وطرطوس.
وقالت مشوح: “اليوم نحن في حمص مع مجموعة من المفكرين والأدباء وأساتذة الجامعة الذين عملوا طوال حياتهم على هذه المفاهيم، ولهم رؤيتهم وهم يمثلون أطيافاً متعددة عقائدياً وفكرياً وسياسياً واجتماعياً، وتستطيع هذه المجموعة أن تناقش بحرية مطلقة كل الأمور المتعلقة بالهوية الوطنية والهدف من اللقاء تصحيح مصفوفاتنا وإغناؤها للانتقال في المرحلة القادمة إلى تعريف دقيق للهوية الوطنية والتفريق بينها وبين الهوية الثقافية”.
ونوهت الوزيرة مشوح بأن العناوين العريضة للقاء تتلخص بأسئلة مثل: ما هي الهوية الوطنية؟ وما هو الفرق بين الهويتين الوطنية والثقافية؟ وما هي مكونات هذه الهوية؟ فالبعض يقول اللغة والبعض يقول التاريخ، وقد توصلنا الآن إلى كل هذه المجمِّعات المكوِّنة للهوية الوطنية فلا يمكن إغفال أيٍّ منها, وبعد استكمال اللقاءات سننتقل إلى المحور الثالث وهو التنفيذ الإجرائي الذي يتضمن برامج تنفيذية بمشاركة جميع الجهات المعنية والوزارات كوزارة الإعلام والثقافة والأوقاف والداخلية والاقتصاد، حيث يقع على عاتق كل جهة دور محدد وهم مستعدون لأداء هذا الدور على أكمل وجه.
بدوره الدكتور جودت ابراهيم من جامعة البعث بين أن ورقة العمل التي قدمتها الوزيرة ميزت بين الهويتين الوطنية والثقافية وما هي المعوقات التي تقف في وجهيهما وكيفية السيطرة عليها وتجاوزها للبحث عن قاسم مشترك واحد وهو القاسم الذي يجمع أبناء الوطن الواحد وهو الهوية الوطنية.
وأوضح عضو مجلس الشعب مغيث ابراهيم أنه ربما تعرض مفهوم الهوية الوطنية مفهومها وتعريفها الصحيح خلال فترة الحرب على سورية وانحرف قسم كبير من المجتمع السوري عن اتجاهه الصحيح.
ورأى الدكتور علي صقر أحمد المختص باللغات القديمة والآثار والتاريخ الإسلامي أن أهمية اللقاء تنبع من كونه لقاء حوار وطني بامتياز ولاسيما أنه يتمحور حول مفهوم مهم جداً وهو مفهوم الهوية الوطنية والانتماء ومناقشة الأفكار المتعلقة بنشأة جيل يتمتع بثقافة وانتماء حقيقي, والهدف من الحوار أن نضع أيدينا على الأخطاء وسبل معالجتها لنعيش في وطن حر معافى.