الثورة – آنا عزيز الخضر:
تفوز الدراما السورية بجماهيرتها الواسعة على مساحة الوطن العربي دوما، وهذا لم يأت من فراغ بل لحضور معطيات عدة، وﻻ تقف عند ممثليين أكاديميين مبدعين أهلهم المعهد العالي للفنون المسرحية، وأدائهم المبهر ، بل حضور النصوص الدرامية، التي التزمت بالواقع، ونقلت حياة الناس بحرفية عالية المستوى..صورت همومها ومشكلاتها والمعاناة التي تتفاقم، وتولد هموماً أخرى، إذ تركز عليها وتظهر تبعاتها الاجتماعية والإنسانية المريرة..
والأعمال السورية الجادة تلك أكثر من أن تعد منها، ما كان مؤخراً “مال القبان” تأليف يامن الحجلي، علي وجيه، إخراج سيف سبيعي.
تدور أحداث العمل في عوالم سوق الهال، وشخصيات متناقضة في شرائحها وطموحاتها ومعاناتها كما مشكلاتها، ليوازي كل ذلك محاور درامية عديدة، تنقل أجواؤها واقع الإنسان السوري من أكثر من منظور وأكثر من زواية ومعضلة مجتزأة من حياة الناس الواقعية.
حول العمل تحدث لـ”الثورة” الفنان حسام جليلاتي، وقام بدور رئيسي في العمل وكان مخرجاً مساعداً فقال:
أقوم بلعب شخصية “الرومي”، التي تعكس حياة المواطن السوري بشكلها اليومي، ويتنقل عبر تعقيدات سوق الهال، كما أن محل السندويش الخاص به قد جسّد صورة مصغرة للمجتمع السوري، وتتفاعل الشخصية مع أفراد مختلفين من مختلف مناحي الحياة ومختلف المجالات، وﻻبد من التأكيد على أن الرومي يمثل المواطن السوري العادي، الذي يسعى لكسب لقمة عيشه وسط التحديات الاقتصادية والضغوط المجتمعية، وارتباطه بشخصية أبو عمار الجبر، أحد كبار سوق الهال، يسلط الضوء على الاعتماد على شخصيات معروفة للحصول على الفرص الاقتصادية، وهي مؤشر آخر على مشكلات وسلبيات أخرى.
ويوضح العمل نزاعه مع شخصية ابو راموش فالتوتر داخل السوق أيضا يعكس صراعات مجتمعية أوسع، ورغم تعرض الرومي للأذى والانتكاسات، إلا أنه يواصل سعيه للحفاظ على لقمة عيشه وإعالة أسرته، وسط تأثير الاحتكارات والأزمات على حياة المواطنين العاديين.
وأوضح أن المسلسل يعد بمثابة تعليق مؤثر على التحديات الاجتماعية والاقتصادية، التي تواجه السوريين، وتوفر منصة للحوار والتفكير في واقع الحياة، وهو يسلط الضوء على مرونة وإنسانية أفراد كثر مثل الرومي وغيره، ويؤكد على ترابط الأسرة في مجتمعنا، بينما يلفت الانتباه إلى ضرورة التغيير الواسع والجذري ودعم المجتمع.