الثورة _ عبير علي:
عشق الفنان التشكيلي نذير بارودي تراث دمشق، وتجول في حاراتها القديمة وأزقتها، وتمعن في أدق تفاصيل العناصر التراثية والزخرفية، التي نقشت على أبوابها وجدرانها. ووثقت ريشته جميع عادات وتقاليد تراث أهل الشام، وجميع حرفها ومهنها التراثية عبر 700 لوحة تغني الذاكرة البصرية للبيئة الشامية ليلقب بـ “الفنان التراثي”.
صحيفة “الثورة” التقت الفنان بارودي الذي تحدث عن لوحات وثق فيها تقاليد شهر رمضان المبارك. مشيراً إلى أن بعض هذه الطقوس تبدأ قبل الشهر الفضيل، ومنها لوحته التراثية “ليلة الله فضيلة”، وهي عبارة عن بائع سكاكر ملونة على شكل خواتم، توضع في عيدان قنّب، وتباع في أواخر شهر رجب، وكان الباعة ينادون عليها ضمن الأزقة قائلين: “كل الليالي فضائل يا ليلة الله، حلي سنونك يا ولد”.
إضافة إلى لوحته “تكريزة رمضان” التي يجتمع فيها الأهل على ضفاف نهر بردى، لتوديع شهر شعبان واستقبل شهر رمضان. كما تناغمت خطوط وألوان ريشة بارودي ليوثق عادات أهل الشام في لوحة يعتبرها من أجمل ما رسم، وهي لوحة “الحكواتي”.
كما جسّد حفلة طرب في البيت الدمشقي عبر لوحة أبدع فيها ضمت البحرة والياسمينة والنانرجة ودالية العنب، إضافة إلى لوحات المولوية والسيف والترس المرافقة لحفلات تلبيسة العروس، ولوحة اجتماع النساء لإعداد الإفطار وطقوس عمل الكبة بأنواعها.
ولم ينس تجسيد بائع العرقسوس والتمر الهندي، بزيهما التراثي المعروف، ورسم لوحة تدل على الترابط الأسري والمحبة في رمضان، وعدة لوحات عن المسحراتي.
وأكد بارودي أهمية العناصر التراثية الدمشقية في العمل التشكيلي، كونها تعطي هوية متفردة لكل عمل من أعماله، التي انتشرت في كل أصقاع العالم، واستطاع من خلالها نقل التراث والتعريف بمدينته عبر مشاركته في المعارض الداخلية