الثورة – دمشق – محمود ديبو:
زادت رواتب الموظفين وارتفع الحد الأدنى لبدء التعيين مع آخر زيادة للرواتب والأجور، والأمر مرشح ربما لزيادات جديدة قادمة ربما خلال الأشهر أو الأعوام القادمة، وذلك في إطار تحسين مستويات معيشة المواطنين ذوي الدخل المحدود، ومحاولة سد الفجوة بين الأجور والأسعار..
يبدو ذلك خطوة على الطريق الصحيح لكن الموظفين ما زالوا بانتظار الخطوات اللاحقة التي يمكن أن تجعل من هذه الزيادة زيادة حقيقية، وذلك من خلال رفع الحد المعفى من ضريبة الدخل على الراتب وتعديل الشرائح، وفتح سقوف الرواتب تمهيداً لتحقيق الاستفادة الكاملة لجميع الموظفين.
ومن جهة أخرى..فإن رفع المفعى من ضريبة الدخل يساهم في تخفيف نسبة الضرائب على الرواتب، وهي الآن تمثل نسبة كبيرة خاصة وأنه لم يتم تعديل النسب المفروضة على الشرائح الأعلى، وبالتالي نجد أن أصحاب رواتب الفئة الأولى يدفعون ضريبة أعلى، وعليه نسبة استفادتهم من الزيادة الأخيرة جاءت أقل.
كذلك.. فإن فتح سقوف الرواتب سيساهم في تحقيق الفائدة لأعداد كبيرة من الموظفين الذين بلغوا السقف، وهذا يعني أن أي ترفيعة قادمة لن يستفيدوا منها في حال بقيت السقوف على حالها، ولنا في الترفيعة الماضية أمثلة كثيرة، فهناك من لم يستفد من كامل الترفيعة والتي تزامنت يومها مع زيادة في الرواتب والأجور..
إن أي مساع تبذل بهدف تحسين مستويات المعيشة لشرائح مختلفة يجب أن تكون مدروسة بحيث تنجز كل الخطوات المطلوبة لتحقيق هذا الهدف، لا أن يتم إنجاز خطوة وتبقى باقي الخطوات مؤجلة، و هذا من شأنه أن يؤخر تحقيق الهدف في تحسين مستوى المعيشة ورفع مستويات الدخل، وبالتالي تضيع الفرصة على المواطنين كلما طال الزمن على إنجاز باقي الخطوات المؤجلة.