الحاجة ملحة لتحديد شكله ووظيفته.. أستاذ اقتصادي لـ”الثورة”: المفهوم الخاطئ للدعم يحمل الموازنة أعباء ويخلق مشكلات اقتصادية
الثورة- دمشق – رولا عيسى:
عناوين مرحلية ومضيئة تناولها لقاء السيد الرئيس بشار الأسد مع مجموعة من أساتذة الاقتصاد من مختلف الجامعات السورية، محدداً من خلاله وظيفة الدعم بأنها اقتصادية، مؤكداً على أن الدعم مستمر، والأهمية هي في تحديد شكل الدعم، وطريقة وصوله إلى مستحقيه بعيداً عن حلقات الفساد.
صحيفة الثورة حاولت تسليط الضوء على مفهوم الدعم وتصويب هذا المفهوم سواء لجهة المصطلح أو الوظيفة، فثمة تضاربات ومغالطات عديدة حول هذا المفهوم.
يقول الأستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق الدكتور هيثم عيسى في حديثه لـ”الثورة”: إن ثمة مغالطة بمفهوم الدعم تتعلق بالنظر إليه نظرة أحادية، كإضافة إلى دخل المواطن لتخفف الفرق بين هذا الدخل المنخفض والدخول المرتفعة لفئات أخرى في البلد (عدم التكافؤ في توزيع الدخل)، وعليه المتابعة في تقديم الدعم باستمرار طالما استمرت حالة اللا تكافؤ أو اللا مساواة في توزيع الدخل.
من شمولي إلى استهدافي
ويضيف: يوجد جانب آخر في المغالطة يتعلق باتباع (الدعم الشمولي) أي تقديمه لجميع المواطنين وعدم استثناء أحد منه (نظراً لسهولة تطبيق هذا النوع)، بينما الدعم هو استهدافي يجب أن يشمل فقط الأفراد الذين لا يحصلون على دخول كافية تسمح لهم بالعيش الكريم الذي يضمنه دستور البلاد.
تساؤل
ويتساءل: هل من المعقول أن يتطبب في المستشفيات العامة مقابل أجور رمزية مواطنان الأول دخله الشهري 300 ألف ليرة، والثاني دخله الشهري 10 ملايين ليرة؟!.
ويرى أن الأمر الصحيح هو النظر في السبب أو الأسباب الحقيقية لوجود فئات من المواطنين لا تتحسن دخولهم مع تحقيق عملية النمو الاقتصادي نتائج إيجابية، وهنا لب المشكلة وأصلها.
البحث في الأسباب
-وبحسب الأستاذ الجامعي- إذا كان لدينا فئة من المواطنين توصف بالفقيرة بسبب تدني مستوى دخلها وتقوم الحكومة بتقديم الدعم لها، فهذا أمر جيد، لكن الأمر الأمثل والأدق أن نبحث لماذا بالأصل هي أصبحت فقيرة، أو لماذا يتعمق فقرها ويزداد، أو لماذا يزداد عدد الفقراء.
وعبر هذا الشرح يقول الدكتور عيسى: المفهوم الصحيح للدعم الذي يجب تبنيه هو إيجاد أداة أو برنامج حكومي مؤقت يجبر دخل فئة من المواطنين لأسباب موضوعية تدنت مستويات دخولهم دون الحد المطلوب لتأمين مستوى معيشة لائق لهم، ريثما تحقق السياسات الاقتصادية نتائج إيجابية تؤدي إلى رفع تلك الدخول.
ويعتبر أنه وفق هذا المفهوم يصبح الدعم أداة استثنائية والأداة الأصيلة لتحسين الدخل..هي السياسات الاقتصادية الفعالة، وأداة مؤقتة وليست دائمة.
الموازنة أمام أعباء
ويقول الدكتور عيسى: وفق المفهوم الخاطئ تتحمّل موازنة الدول أعباء مالية كبيرة من جهة، وتخلق مشاكل اقتصادية من جهة ثانية.. مثل الأسواق السوداء للمتاجرة بالمواد المدعومة، وتشوّه الأسعار والأسواق، ومن جهة ثالثة تتسبب بحالة من اعتياد كل المواطنين الحصول على الدعم، فيصبح حقاً لهم حتى لو لم تكن دخولهم منخفضة.
ويتابع: إنه وفقاً للشرح أعلاه يتضح البُعد الاقتصادي لوظيفة الدعم، وعليه تصبح هذه الوظيفة إيجابية عندما تستخدم كأداة مؤقتة وليس دائمة، وتُحدد لها أهداف دقيقة وبرامج زمنية تبين المدى الزمني الذي ستتحقق خلاله تلك الأهداف، وبالتالي تنتفي الحاجة للدعم.
أساليب للتربح
ووفقاً لما يراه الدكتور عيسى: يكون الدعم المتعدد البرامج (تموينياً، زراعياً، محروقات، حوامل الطاقة، تعليماً، صحة وغيرها)، بشكل تكون هذه التفرعات مترابطة مع بعضها ضمن استراتيجية وطنية للدعم تزيد من الوضوح والشفافية في جميع جوانب برامج الدعم، وتخفف حالة الفوضى والضبابية التي يستغلها البعض للتربح غير المشروع من الدعم بأساليب مختلفة.
استراتيجية
وينوه عيسى تحت هذا العنوان بأهمية ربط استراتيجية الدعم باستراتيجية وطنية لزيادة الإنتاج الحقيقي وتحسين الرواتب والأجور، وإعداد كوادر بشرية وتأمين موارد مالية كافية لتنفيذ المسوحات وجمع البيانات، وتحديث تلك المستخدمة في تحديد المستفيدين من الدعم، واعتماد معايير موضوعية لتحديد الفئات المستحقة للدعم.