خميس بن عبيد القطيطي- كاتب من سلطنة عمان:
لا أعلم ماذا ينتظر العرب بعد 6 شهور من العدوان الصهيوني البربري الهمجي على أهلنا في قطاع غزة، لماذا هذا التخاذل والانهزام أمام مجرم لم تردعه القوانين والأعراف الإنسانية والدولية، هذا المجرم الجبان الذي يستأسد على الأطفال والنساء والعجزة من المدنيين العزل ويرتكب في قطاع غزة من المآسي والفظائع الوحشية ما لم يسبق في التاريخ الحديث، وحصار خانق من البحر والبر والجو وعمليات إعدام لأشخاص مكتوفي الأيدي وسحق تحت جنازير الدبابات والجرافات وحرق وتدمير شامل آخر شواهدها ما جرى في مستشفى الشفاء؟.
متى يناصر النظام الرسمي العربي المسؤول عن حماية الشعوب العربية الأشقاء في فلسطين وهو يشاهد هذا الطغيان والانتهاكات بحق شعب عربي شقيق وهذا الطغيان والفجور الصهيوني دون أي رادع.
ألم يئن لهذه الأمة التعبير عن نفسها في ظل هذا الصلف والاستهتار والتمادي الصهيوني وارتكاب هذه المجازر والإبادة الجماعية المتكررة كل يوم منذ 180 يوما ألم يستفيق النظام الرسمي العربي؟ ماذا تنتظر جامعة الدول العربية هل ينتظر أن تباد غزة وفلسطين بالكامل ويدمر المسجد الأقصى مثلاً؟
نعلم يقينا أن سلسلة من التنازلات بدأت منذ عام 1978م من قبل أطراف عربية وهي مستمرة حتى اليوم ولكن أن يصل الأمر إلى هذا الحد من الاستفراد الصهيوني بشعب أعزل والأمة تتابع هذا الهوان فهذا ما لا يمكن تحمله، كنا نطالب النظام الرسمي في الشهر الأول من العدوان باستخدام أوراق القوة المتاحة السياسية والاقتصادية من سحب سفراء وطرد سفراء الكيان المجرم وإلغاء أو تجميد اتفاقيات العار التي وفرت الحماية والحصانة للكيان المجرم وحظر نفطي شبيهاً بحظر عام 1973م وحظر الغاز عن الدول الداعمة للعدوان وتشكيل لجنة عربية للتواصل مع دول العالم وصولاً إلى التهديد بفتح الحدود للمتطوعين العرب ومن يرغب من الشعوب الإسلامية وشعوب العالم الحرة، لكن للأسف اتضح أن هناك تنسيقا مع العدو الصهيوني بعضه معلن وبعضه مخفي ووجدنا جسورا غذائية داعمة للكيان الصهيوني ووجدنا تراخيا في اعتماد موقف عربي جماعي ووجدنا بعض النظم العربية لا تكترث بما يحدث في وقت كان العالم يغلي وشعوبه تملأ الشوارع بمسيرات ناقمة ومناوئة للعدوان الصهيوني، فإلى أين يريد أن يصل بنا هذا النظام العربي ونحن نشاهد أشقاءنا في الدم والعروبة والدين يقطعون أشلاء بمختلف أنواع الأسلحة والذخائر.
ما حدث في قطاع غزة من مجازر وإبادة جماعية بلغت 33 ألفاً من الشهداء وبضعة آلاف من المفقودين وأكثر من 75 ألف مصاب وشهداء بسبب سياسة التجويع واستهداف المستشفيات ومشاهد تقشعر لها الأبدان وصل الأمر بالكيان الصهيوني المارق إلى التوغل أكثر في ولوغ دماء الأبرياء من المدنيين العزل وفرق الإغاثة الدولية آخرها ما حدث من استهداف لفريق المطبخ العالمي وهذا يحدث للأسف بعد قرار مجلس الأمن 2728 المطالب بوقف إطلاق النار.
وما زالت التهديدات مستمرة لاجتياح رفح التي تأوي أكثر من مليون ونصف المليون مواطن غزاوي وذلك مع رفع سياسة التهجير القسري الذي فشل في تحقيقه هذا الاحتلال الفاشي بعد مضي 6 شهور من العدوان والدمار الشامل.
* المقال ينشر بالتزامن مع صحيفة الوطن العمانية ورأي اليوم