الثورة – أسماء الفريح:
تعهدت روسيا بالرد على أي تهديد أمني من قبل حلف شمال الأطلسي “ناتو” ضدها مع تأكيدها على عدم وجود أي نية لديها للدخول في صراع عسكري مع الحلف أو الدول الأعضاء فيه.
نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو قال في تصريحات لوكالة “سبوتنيك” اليوم: “هل الكتلة العسكرية مستعدة لصراع مفتوح مع روسيا، علينا أن نسأل أعضاء الناتو أنفسهم, وعلى أي حال، ليس لدينا مثل هذه النوايا فيما يتعلق بالدول الأعضاء في الحلف”.
وحول ما إذا كانت مقترحات روسيا السابقة بشأن الضمانات الأمنية للناتو لا تزال سارية المفعول أم أنها تغيرت, أوضح غروشكو”عندما تصف وثائق الناتو العقائدية روسيا بأنها “التهديد الأكثر أهمية ومباشرة”، فمن غير المجدي الحديث عن أي طرائق محددة لاتفاقات افتراضية مع الغرب”.
وأشار إلى أن روسيا طرحت مراراً وتكراراً أمام الحلف والدول الأعضاء فيه “مسألة إنشاء أساس متين للعلاقات القائمة على مبدأ عدم تجزئة الأمن”.
وذكر غروشكو بأن روسيا قامت بالمحاولة الأخيرة في هذا الخصوص في كانون الأول عام 2021 حيث سلمت آنذاك إلى كل من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي مشاريع اتفاقيات بشأن الضمانات الأمنية لموسكو لكن تم رفضها مبيناً أن أنشطة الحلف سواء أكانت على المستوى السياسي أو في مجال التطوير العسكري فهي تهدف إلى مواجهة روسيا.
وأشار إلى أن الوضع في العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي يتدهور “بشكل متوقع ومتعمد” وأن جميع قنوات الحوار قد انخفضت إلى مستوى متدنٍ للغاية من قبل واشنطن وبروكسل.
وحذر غروشكو من أنه نتيجة لتصرفات بعض دول الحلف فإن الأزمة الأوكرانية قد تتجاوز حدودها الجغرافية وتكتسب نطاقاً مختلفاً تماماً.
كما شدد على أن تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول احتمال إرسال قوات إلى أوكرانيا بأنها “غير مقبولة” وقال إنها “تشير إلى الاستعداد لاتباع طريق التصعيد في ظروف يعاني فيها الغرب نفسه من هزيمة إستراتيجية على الأرض”.
بدورها, أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الناتو جعل روسيا هدفاً لسياسته العدوانية في الوقت الذي يستخدم فيه أوكرانيا كأداة معادية لموسكو.
وتعليقاً على تصريحات أمين عام الناتو ينس ستولتنبرغ عشية الذكرى السنوية ال 75 لتأسيس الحلف التي تصادف اليوم بوجوب أن يتم توريد السلاح والمعدات العسكرية من دول الناتو إلى أوكرانيا على أساس إلزامي وليس على أساس طوعي, قالت زاخاروفا: “هذا التصريح يؤكد جوهر الحلف المعادي لروسيا وتؤكد أنهم يستخدمون أوكرانيا كأداة.
وتابعت أن هذه التصريحات هي دليل وإثبات لصحة الأطروحات التي تحدثنا عنها لفترة طويلة والتي ينكرها أعضاء الناتو في كثير من الأحيان وهو أن الناتو تكتل عدواني موجه ضد بلدنا رغم أن لديه اتجاهات أخرى ودول أخرى ولكنه موجه قبل كل شيء ضد بلادنا .
وذكرت زاخاروفا بتشكيل مجلس الناتو ـ أوكرانيا في نيسان من العام الماضي في بروكسل وقالت: “هذا المنتدى، إذا جاز قول ذلك، هو في الواقع الشيء الوحيد الذي تمكن نظام كييف من الحصول عليه من رعاته الغربيين مقابل تدمير أوكرانيا في حالة جنون مناهضة لروسيا” مضيفة ” لقد أراد الحلف إلحاق ضرر استراتيجي بروسيا لكنه دمر أوكرانيا في الواقع”.
وأشارت إلى أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن شارك في افتتاح الجلسة المذكورة أعلاه في بروكسل، ليظهر للجميع من هو الطرف الأساسي في المنظمة موضحة بأن هذه الكتلة العدوانية لا تزال أداة لضمان مصالح الولايات المتحدة.
وأكدت أن فشل خطط حلف شمال الأطلسي في إلحاق هزيمة إستراتيجية بروسيا يدفع الحلف إلى إجراءات قد تؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني في جميع أنحاء العالم.
كما سخرت زاخاروفا من إطلاق الغرب الجماعي والناتو وصف “تاريخي” و”عالمي” و”استثنائي” على كل ما يحدث تحت قيادتهم, وساقت كمثال على ذلك نتائج قمة الطاقة النووية التي انعقدت في آذار الماضي ببروكسل، حيث أطلقوا عليها “قمة تاريخية” و”عالمية” رغم أنه لم تتم دعوة الدول الأوراسية الرئيسية المشاركة في الطاقة النووية السلمية على المستوى العالمي بما في ذلك روسيا وإيران لحضورها مع أن البرنامج النووي لطهران محط اهتمام جميع وسائل الإعلام العالمية لسنوات عديدة.
وقالت زاخاروفا على “أولئك الذين يريدون بصدق تعزيز تطوير الطاقة النووية أن يفهموا أن هذه الطاقة يجب أن تظل خارج السياق السياسي” مبينة أن تصريحات المنظمين حول خصوصية القمة المذكورة ليست سوى “لعبة كلامية”.