بعيداً عن لغة التشاؤم.. ثمة معايير درج عليها البعض في المناسبات ممن يمتلكون متاجر ومحال ألبسة وأغذية مختلفة أن يستثمروا تلك المناسبات ويرفعون الأسعار بشكل جنوني، وكأن المواطن السوري يعيش فوق رياح البحبوحة.. وأن لا جغرافية أو ضمير حاضر متصل بين أبناء المجتمع الواحد.
وفي نظرة متفحصة على أسواقنا المزدحمة بالناس -طولاً وعرضاً- ولاسيما في الأسبوع الأخير من الشهر المبارك، يحزنك أن يكتفي المشهد والعيون شاخصة تراقب أسعار الواجهات وأن قلة قليلة ربما تعد على الأصابع تدخل المحال وتشتري جزءاً من حاجياتها، فمتى كان المواطن السوري يشتري الحلويات بالقطعة؟ واللباس لطفل دون أخيه الأصغر أو الأكبر وغيرها الكثير من التحديات؟
هو الغلاء الفاحش الذي لا يراعي حرمة شهر الرحمة والمغفرة ووجع الناس الذي يزداد كل يوم مع طمع وجشع هذه الشريحة المقتدرة من المستغلين..
وإذا ما واجهت أحدهم باللوم والسؤال لعدم تخفيض الأسعار، يسارع للتبرير بحجة الضرائب وسعر التكلفة للمادة الأولية وغيرها علماً أن معظم ما يعرض في أسواقنا مخزن في المستودعات منذ سنوات عديدة ولا جديد على أي موضة أو موديل خاصة على الألبسة إلا فيما ندر، وما تغيّر هو فقط بورصة الأسعار المتراقصة يومياً بين سوق وآخر، ما يجعل الناس يتسوقون من فراغ، حيث العين بصيرة والجيوب لا تكفي بما تشتهي النفوس.

السابق