الثورة – لقاء لميس عودة:
في روزنامة الأمجاد السورية يرصع الجلاء العظيم جبين البطولة بالغار والفخار، فيزدان الوطن بأوسمة النصر، وتزهو جباه السوريين بأكاليل الفخر والعزة، فما أروع السابع عشر من نيسان حين يأتي عابقاً بنسائم البطولة وقداسة التضحيات، وما أشبه أيام السوريين الزاخرة بالبطولة والبذل المقدس لصون السيادة الوطنية وتطهير الوطن من رجس الإرهاب ومشغليه بماضيهم التليد المشرف، وما أروع الجلاء عندما يأتي مرصعاً بالنصر ويستكمل الجيش العربي السوري على هداه دروب التحرير ودحر الإرهاب، ونسف مشاريع الاقتطاع والتقسيم ووأد المخططات الاستعمارية والانفصالية باستراتيجية سياسية وعسكرية صائبة حددت بوصلتها ورسمت خرائط النصر فيها القيادة الرشيدة للسيد الرئيس بشار الأسد صانع حاضر انتصارات سورية وربان سفينتها إلى مستقبل واعد مظفر بالانتصارات.
وللمباركة بأعياد الجلاء والاحتفاء مع جيشنا الباسل عزنا ومصدر فخرنا كان لصحيفة الثورة حوار مع العميد الركن ياسر سلمان الجهني رئيس فرع الإعداد العقائدي في الإدارة السياسية للجيش والقوات المسلحة الذي تحدث عن عظمة معاني الجلاء ودلالاته وارتباطها الوثيق بالإنجازات المشرفة المستمرة للجيش العربي السوري الذي ينهل من معين الجلاء هدي خطواته المظفرة، ويستقي منه زاد الإباء والبذل المقدس ليبقى الوطن شامخاً مصاناً معافى مسيجاً بالعزة والكرامة.
الجلاء يوم أغر في تاريخنا المشرف..
وأكد العميد الركن الجهني أن الجلاء نحتفي بذكراه الثامنة والسبعين المجيدة، يوم أغر في تاريخ سورية، فذكرى الجلاء المشرفة تستحضر معها أسمى معاني العزّة والافتخار بهذا اليوم المجيد الذي تمكّن فيه أجدادنا الأبطال من طرد المستعمر الفرنسي ذليلاً منكسراً من أرض سورية الشامخة الأبية في السابع عشر من نيسان عام 1946م بعد نضال دام قرابة عقدين ونيّف من الزمن جسّد فيه مجاهدونا أبلغ صور البطولة والفداء حتى تكلّلت تضحياتهم بالنصر المؤزر الذي أسس لحقبة جديدة تعززت فيها مكتسبات الاستقلال، وتعمقت ثقافة مقاومة الاحتلال بكل أشكاله لتبقى رايات العزة والفخار خفاقة فوق ذُرا الوطن الشمّاء.
بالتضحية والنضال الدؤوب صنع الاستقلال..
وأضاف العميد الركن الجهني أن شعبنا أدرك منذ اللحظة الأولى التي نزلت فيها القوات الفرنسية المحتلة على أرض شواطئنا، أن الحرية تؤخذ ولا تُعطى، وأن التضحية والنضال الدؤوب هما السبيل الوحيد للحرية والكرامة، فكان القرار الشعبي حاسماً ببدء القتال والاستبسال في مواجهة المستعمر الذي ذاق مرارة الهزيمة في الكثير من المعارك التي قدم فيها المجاهدون السوريون أروع أمثلة الشجاعة والتضحية والإخلاص لقضيتهم العادلة، رغم الفارق الكبير في العدة والعتاد والتدريب بين المجاهدين السوريين من جهة وجيش الاستعمار من جهة أخرى، حيث دارت أولى رحى المعارك في الساحل السوري عام 1918م بقيادة المجاهد الشيخ صالح العلي بالتزامن مع ثورة الشمال التي قادها البطل إبراهيم هنانو، وتلاها ملحمة ميسلون الخالدة عام 1920م بقيادة وزير الحربية البطل يوسف العظمة الذي أبى ورفاقه أن يُسجّل التاريخ في صفحاته أن الفرنسيين قد دخلوا دمشق دون مقاومة من أبنائها.
وأردف العميد الركن الجهني ان مناضلينا الأبطال استمروا في تقديم التضحيات وتسطير أروع البطولات في مجابهة المستعمر الفرنسي حتى قيام الثورة السورية الكبرى عام 1925م بقيادة المجاهد سلطان باشا الأطرش، والتي شارك فيها كل أبناء سورية على مختلف مشاربهم ومناطقهم يداً واحدة أذاقوا من خلالها المستعمر الفرنسي طعم المرارة عبر الهزائم المتلاحقة التي لحقت به والخسائر الكبيرة في عديده وعدته، فاستمرت مسيرة النضال والمقاومة في الاتّقاد حتى نالت سورية استقلالها في السابع عشر من نيسان عام 1946م، واعتبر هذا اليوم عيداً وطنياً للجمهورية العربية السورية.
وأشار العميد الركن الجهني إلى أن سورية الحبيبة شرعت بُعيد الاستقلال بعملية النهوض والبناء في المجالات كافةً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، وشهدت محطات تاريخية فاصلة كان من أبرزها الحركة التصحيحية المباركة عام 1970م بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد والتي أسست لحرب تشرين التحريرية عام 1973م، وهاهي اليوم بقيادة السيد الرئيس الفريق بشار الأسد تخط بكل ثقة واقتدار معالم انتصارها الناجز على الإرهاب بعزيمة شعبها الصامد وبطولات جيشها الباسل وحكمة قائدها المقدام.
دحر الإرهاب والحفاظ على الاستقلال..
وفي سؤال للثورة عن معنويات بواسل جيشنا واستعداداتهم لخوض غمار معارك شرف جديدة لصون ما أنجز من تحرير واستكمال مهام وواجب تحرير ما تبقى محتلا من طهر التراب السوري، واستكمال عقد الإنجاز والانتصار، أكد العميد الركن الجهني أن احتفالنا بذكرى جلاء المستعمر هذا العام يأتي ووطننا الحبيب لايزال يخوض معركة الدفاع عن العزة والكرامة في وجه أعتى مؤامرة يتعرض لها في تاريخه الحديث والتي تستهدف زعزعة أمنه واستقراره وضرب دوره الوطني والقومي المقاوم لمشاريع الهيمنة الصهيوـ أمريكية الرامية إلى السيطرة على مقدرات أمتنا ونهب خيراتها وثرواتها، إلا أن سورية استطاعت بوعي شعبها وتلاحمه مع جيشه الباسل وقيادته الحكيمة والشجاعة إحراز نصر تاريخي على قوى العدوان والتآمر والإرهاب، مضيفا أن الجيش العربي السوري وقواتنا المسلحة التي قدمت أروع صور البطولة في معارك الذود عن حياض الوطن ولم تبخل ببذل أرواحها ودمائها لتبقى راية سورية عالية، ويبقى الوطن عزيزا شامخا، هي اليوم أكثر تصميماً وإصراراً على مواصلة مهامها الوطنية المقدسة في القضاء على ما تبقى من التنظيمات الإرهابية المسلحة لإعادة الأمن والاستقرار إلى كل شبر من ربوع وطننا.
قيم الجلاء في وجداننا..
وعن معاني ودلالات الجلاء العظيم وانعكاس دروسه ومعانيه على حاضر بطولات وإقدام جيشنا البطل وصمود شعبنا وثباته، أكد العميد الركن الجهني أن ذكرى الجلاء ستبقى شعلة مضيئة تلهب جذوة النضال والمقاومة في وجدان أبناء سورية وأجيالها المتعاقبة ويستنهضون في نفوسهم العزيمة والإرادة الحرة الرافضة للذل والهوان، كما ستبقى هذه الذكرى مدرسة في النضال الوطني نتعلم منها دروس التضحية والفداء والانتماء وقيم الحرية والكرامة في سبيل أن يبقى الوطن شامخاً عزيزاً عصياً على الأعداء.
واختتم العميد الركن الجهني لقاءه مع صحيفة الثورة بتوجيه التهنئة والتبريكات بالذكرى الثامنة والسبعين لعيد الجلاء مؤكدا انه إذ نحتفل اليوم بذكرى الجلاء المجيد، نعاهد شعبنا الأبي وقائدنا المفدى السيد الرئيس الفريق بشار الأسد بأننا سائرون بكل عزم وتصميم في طريق صناعة جلاء جديد، وأن نستلهم قيم الجلاء ومعانيه، وأن ننهج نهج أجدادنا الأبطال الذين صنعوا الجلاء في التضحية والفداء، وأن نواصل مسيرة البطولات حتى القضاء على الإرهاب وتطهير كامل تراب الوطن من دنسه، متمثلين قول السيد الرئيس الفريق بشار الأسد: «إن المؤسسة العسكرية والقوات المسلحة هي بحق مصنع للشجاعة والرجولة والوطنية والأخلاق، ومن هنا تأتي أهمية القوات المسلحة في تاريخ سورية منذ الاستقلال وحتى الآن، وأهمية دورها الريادي في مسيرة نضال شعبنا».
تحية حب وفخر واعتزاز لصانعي الجلاء.. تحية تقدير لرجال القوات المسلحة.. أبطال الميدان وحماة السيادة والاستقلال.. تحية إجلال وإكبار لروح القائد المؤسس حافظ الأسد.. تحية محبة وولاء للسيد الرئيس الفريق بشار الأسد القائد العام للجيش والقوات المسلحة.. المجد والخلود لشهدائنا الأبرار أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر، والشفاء العاجل لجرحانا الأبطال.. وكل عام وأنتم بخير.