الثورة – لقاء ريم صالح:
بمناسبة عيد الجلاء التقت الثورة العميد الركن زين محمود مدير بانورما حرب تشرين والذي بدأ حديثه بالقول: كل عام وسورية الحبيبة بألف خير قيادة وجيشاً وشعباً مع تمنياتي لهذا الوطن الغالي وطن الصمود، وطن الحب والسلام، وطن البطولة والعزة والفخار، بأن ينعم الله عليه بالحرية من رجس ما تبقى فوق أرضه من قوى الشر والظلم والبغاء المتمثل بالوجود الأمريكي والتركي والمجاميع الإرهابية التي مازالت تعمل لصالح أعداء هذه الأمة وهذا الوطن الحبيب، كما أتمنى لشعبنا العظيم الصابر والمضحي أن يحتفل قريباً بتحرير كل ذرة تراب من أرضنا ويرسم لوحة الجلاء المتجددة من هؤلاء الذين مازالوا ينهبون خيرات وطننا في قسمه الشرقي ويعيثون فساداً في قسمه الشمالي الشرقي، ومن تبقى من أذنابهم الذين باعوا شرفهم وكرامتهم بثمنٍ بخسٍ ووضعوا أنفسهم كأعداء لأبناء جلدتهم، فما أشبه اليوم الذي نعيشه بالأمس الذي عاشه أجدادنا وآبائنا أيام الانتداب الفرنسي على سورية وما قبله.
الاستعمار يبقى استعماراً وإن بدل حلته وتسمياته..
وأضاف العميد الركن محمود: أن عيد الجلاء، جلاء آخر جندي فرنسي عن تراب وطننا الحبيب في 17 نيسان 1946م عيداً وطنياً نحتفل فيه كل عام لما له من دلالات كثيرة نعتز ونفتخر بها، منها التأكيد على تمسك شعبنا بعقيدته التي ترفض كل أشكال الخنوع والخضوع لإرادة قوى الاستعمار والاستغلال في العالم، فأجدادنا وآبائنا الذين قارعوا الفرنسيين الذين دخلوا إلى بلادنا بموجب قرارات سان ريمو والذين زرعوا بذور الانفصال والتقسيم ونكلوا بالشعب ومارسوا كل أشكال القهر اقتصاديا وعسكرياً وسياسياً ونهبوا خيرات البلاد وثرواتها مما أشعل الثورات الشعبية في كل محافظات سورية ولفترات طويلة حتى أجبروه على الجلاء حاملاً معه تاريخه الأسود المليء بالظلم والقهر ودماء الأبرياء وكل ما هو ضد الإنسانية.
ومن دلالات عيد الجلاء الإرادة التي يتمتع بها شعبنا وجيشنا والتي تعتبر السلاح الأجدى والأقوى الذي به نحقق الانتصار على أعداء سورية بشكل خاص وأعداء أمتنا العربية بشكل عام، فبهذه الإرادة حفظنا الأمانة وأدينا الرسالة التي حملنا إياها أجدادنا و آباؤنا للحفاظ على بلدنا حراً أبياً وواحداً موحداً أرضاً وشعباً.
أيضاً من دلالات عيد الجلاء هو تكريم دماء شهدائنا الأبرار الذين ضحوا بدمائهم في الماضي والحاضر وقدموا الغالي والنفيس في سبيل الحفاظ على كرامتنا وحريتنا واستقلالنا.
وأخيراً ربما تكون الدلالة الأهم هي أننا في هذه الذكرى نغرس في نفوس أبنائنا وأحفادنا أهمية معرفة تاريخنا وربط حاضرنا بماضينا، فقوى الاستغلال ودول الاستعمار وأعداء أمتنا الذين يسعون إلى تقسيمنا واستغلال خيرات شعوبنا هي نفسها قديماً وحديثاً مهما تغيرت أساليبهم ومخططاتهم وأدواتهم التي يستخدمونها لتحقيق أطماعهم في خيرات هذا الوطن المعطاء.
سنبذل الغالي والنفيس في سبيل سورية حرة مستقلة..
أما عن رمزية عيد الجلاء فقال العميد الركن محمود أنه رسالة للعالم أجمع بأننا في هذا البلد الغالي نعاهد الله والوطن بأننا سائرون على نهج أجدادنا وآبائنا، حافظون لرسالتهم نجدد طريقهم باذلين كل غالٍ ونفيس للحفاظ على سيادة واستقلالية ووحدة أرضنا وحرية شعبنا مهما بلغت التضحيات، وهذا ما يؤكده تلاحم شعبنا بكل أطيافه خلف قيادته الحكيمة التي حققت الانتصارات الكبيرة ضد كل قوى الإرهاب العالمي المدعوم والممول بالسلاح والمال أمريكياً وغربياً وصهيونياً، والمنفذ من قبل مجاميع إرهابية عالمية وإقليمية، تلك الانتصارات التي أفشلت كل مخططاتهم الرامية إلى تقسيمنا والسيطرة علينا ونهب ثرواتنا .
على خطى أجدادنا التحريرية سائرون..
أما الرسالة التي أريد أن أوجهها إلى شعبنا الغالي في هذه الذكرى الغالية على قلوبنا جميعاً فسورية بفضل موقعها الجغرافي والاستراتيجي إذ إنها ملتقى لثلاث قارات إضافة إلى تنوع الثقافات والحضارات التي نشأت فيها وقامت على أرضها، وباعتبارها محوراً هاماً للتجارة العالمية بفضل ذلك كله تمتلك أهمية سياسية واقتصادية عظيمة وهذا ما يجعلها دائماً محط أطماع دول الغرب الاستعمارية، والدول التي تسعى لاستغلال خيرات الشعوب والسيطرة عليها، فمن هنا وجب علينا أن نحافظ عليها حرة مستقلة، فكما قارع آباؤنا وأجدادنا الاستعمار الفرنسي وقبله العثماني وغيرهم و أعادوا لنا الحرية من براثن الظلم والقهر والاستغلال، فواجب محتوم ومعقود في أعناقنا أن نقارع قوى الإرهاب ومن يدعمه من قوى الشر وعلى رأسها أمريكا ودول الغرب الاستعمارية والكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين، والذي يرتكب أبشع الجرائم والمجازر في تاريخ البشرية أمام أنظار العالم أجمع وبدعم واضح وفاضح من قبل أمريكا ودول الاستعمار المعروفة تاريخياً.
وفي هذه المناسبة في ذكراها الثامنة والسبعين أرفع أسمى التهاني لشعبنا العظيم وأطهر آيات التكريم لدماء شهدائنا الأبرار الذين دافعوا عن تراب هذا الوطن ضد قوى الطغيان والظلم مؤكدين لهم بأنهم كما قال فيهم السيد الرئيس الفريق بشار الأسد (( شهداؤنا الأبرار قناديل هذه الأمة ومناراتها الخالدة)).
وأخيراً تحية حب وولاء لقيادتنا الحكيمة وعلى رأسها السيد الرئيس الفريق بشار الأسد الذي كان صامداً صمود قاسيون، والذي قاد هذه الحرب التي زادت مدتها عن اثنتي عشرة سنة بكل حكمة واقتدار، متمنياً أن تكلل جهوده بالنصر الأكبر تحرير كل ذرة تراب من أرضنا الغالية، معاهدين سيادته أن نكون كما أرادنا متمثلين قوله ((الصمود والتحدي متأصل في خلايا الجسد السوري ، ومن لم ينتم إلى ماضيه لا يمكن أن يكون له مستقبل)) وكل عام وأنتم بألف خير.