الملحق الثقافي – هيلانة عطالله:
كيف لي أنْ أحطّمَكَ
يا جبلَ الذكرياتِ
وأنا العاجزُ عن سحْقِ نملةٍ !؟
كيف لي أن أطردَ النملَ المعششَ
فيكَ بالآلافِ !؟
صارتْ عينايَ مستعمرةَ نمْلٍ
يدأبُ على حفرِ الأنفاقِ
في غشاءِ البؤبؤِ
إلى دهليزِ الأُذُنِ
وصولاً إلى تلافيفِ دماغي
وما بين هذا وذاك انتشرتْ
في الأخاديدِ قبورٌ لأناسٍ ماتوا
ولكنهم أحياءٌ على قيدِ ذاكرتي
وبعضهم مازالوا أحياءً
لكنهم أمواتٌ على قيدِ عذاباتي
وهناكَ في بؤرةِ الجبلِ
كانَ شريطُ الذكرياتِ
يتسلّلُ إلى حجرةِ المنفى
يلتفُّ على نفسِهِ كضوءٍ مخنوقٍ
لا يلفظُ ذبالتَهُ الأخيرةَ
بل يكمنُ على قيدِ الصحوةِ
إلى إشعارٍ آخرَ
قد يأتي مع الطوفانِ الأخيرِ
وقد لا …
أو ربما يأتي مع العهدِ السرمديِّ
حين تتوحدُ الذكرياتُ
مع صلصالِها الأول ربما ….
العدد 1188 –7-5-2024