الشهيد وبعض من الشعر في ذكراه

الملحق الثقافي – محمد خالد الخضر:

منذ أن بدأ الشعر العربي يشق سفر التاريخ ليحمل المجد في معانيه ويصل به إلى الأزل تزين بالقيم والمجد والأخلاق والفخر بالعزة والشرف ،وهذا ما تحلى به الشعر ما قبل الإسلام .. ثم ظلت إلى يومنا هذا .. ولاسيما إذا امتلك الشعرالقدرة على الوجود بمكونات صحيحة .
وفي الوقت عينه تمسك الشعر بأجمل وأعظم القيم التي تثبت وجود الإنسان الذي يتمسك بأرضه وشرفه وهي الشهادة .
والشهادة هي أن يموت الإنسان فداء لوطنه أو لعرضه أو لقيمه ،وهو في قمة السعادة .. يقدّم على هدفه بشجاعته الفائقة التي اكتسبها ونمت داخله .. وهذا القيمة العليا رصدها العراء وفق الانعكاسات التي اشتعلت بداخل كل منهم وهذا بدرشاكر السياب ينتقي بحسه العالي البحر الطويل ليصور معاني الشهادة فيقول :
شهيد العلا لن يسمع اللوم نادبه
وليس يرى باكيه من قد يعاتبه
طواه الردى فالكون للمجد مأتم
مشارقه مسودة ومغاربه
فتى قاد أبناء الجهاد إلى العلا
وقد حطمت بأس العدو كتائبه
فب الوقت عينه اختلف البحر عند جبران خليل جبران فجاءت قصيدته على موسيقا البحر الكامل الذي تلاءم مع البيئة والطبيعة ونوع الحالة فجاءت من السهل العذب كقوله :
اليوم يوم مصارع الشهداء
هل في جوانبه رشاش دماء
لله غياب حضور في النهى

وفي قصيدة الشهداء للشاعر عادل نايف البعيني أيضاً ظهر البحر الكامل الذي تلاءم مع الشموخ كما تلاءم مع العزة وانتقى لنصه حرف العين كروي اختتم به الأبيات في نهاية القوافي فقال :
يا فارساً عرشَ العلا تتربع
صُمُّ الجبالِ أمامَ عزمِكَ تَركعُ
أذللْتَ حُبَّاً للحياةِ ونزعةً
وَهَببْتَ طوعاً عنْ دِيارك تَدْفعُ
ومن القصائد اللتين ظلت باقية للشاعر سليمان العيسى وتعبر من أهم ما كتب عن الشهيد في زمنه جاءت على موسيقا البحر البسيط الذي استخدمه أهم الشعراء فقال :
ناداهم البرق فاجتازوه وانهمروا
عند الشهيد تلاقى الله والبشر
ناداهم الموت فاختاروه أغنية
خضراء ما مسها عود ولا وتر
تقدس المطر المجدول صاعقة
وزنبقا يا شموخ الأرض يا مطر
وجمع الشاعر عمر أبو ريشة كثيراً من معاني الفخر والوفاء والمحبة في قصيدته التي جاءت على البحر الخفيق فقال :
إذا الخيل حمحمت في الساح
صحت لبيك يا صريخ الكفاح
أقوى في قلبك المفراح
ما يروّي تعطش الملتاح
رامها المجد عفتها بسماح
جاءت هذه النصوص على بحور مختلفة لكنها اعتاد أن يكتب عليها أهم الشعر لانعكاس الموهب القوية والحقيقة وهكذا يستحق الشهيد وهو أكبر من الأدب وسيد التاريخ .

العدد 1188 –7-5-2024

آخر الأخبار
40 بالمئة نسبة تخزين سدود اللاذقية.. تراجع كبير في المخصص للري.. وبرك مائية إسعافية عيد الأضحى في سوريا.. لم شمل الروح بعد سنوات الحرمان الدفاع المدني السوري.. استجابة شاملة لسلامة الأهالي خلال العيد دمشق منفتحة على التعاون مع "الطاقة الذرية" والوكالة مستعدة لتعاون نووي سلمي حركة تسوق نشطة في أسواق السويداء وانخفاض بأسعار السلع معوقات تواجه الواقع التربوي والتعليمي في السلمية وريفها افتتاح مخبز الكرامة 2 باللاذقية بطاقة إنتاجية تصل لعشرة أطنان يومياً قوانين التغيير.. هل تعزز جودة الحياة بالرضا والاستقرار..؟ المنتجات منتهية الصلاحية تحت المجهر... والمطالبة برقابة صارمة على الواردات الصين تدخل الاستثمار الصناعي في سوريا عبر عدرا وحسياء منغصات تعكر فرحة الأطفال والأهل بالعيد تسويق 564 طن قمح في درعا أردوغان: ستنعم سوريا بالسلام الدائم بدعم من الدول الشقيقة تعزيز معرفة ومهارات ٤٠٠ جامعي بالأمن السيبراني ضيافة العيد خجولة.. تجاوزات تشهدها الأسواق.. وحلويات البسطات أكثر رأفة عيد الأضحى في فرنسا.. عيد النصر السوري قراءة حقوقية في التدخل الإسرائيلي في سوريا ما بعد الأسد ومسؤولية الحكومة الانتقالية "الثورة" تشارك "حماية المستهلك" في جولة على أسواق دمشق مخالفات سعرية وحركة بيع خفيفة  تسوق محدود عشية العيد بحلب.. إقبال على الضيافة وتراجع في الألبسة منع الدراجات النارية بحلب.. يثير جدلاً بين مؤيد ومعارض!