أولى مراحل تمتين جسور العمل العربي المشترك

لميس عودة:
تعقد القمة العربية الثالثة والثلاثون في المنامة، بتوقيت ليس عادياً في روزنامة الأحداث الكبرى في منطقتنا، بل مفصلي نظراً لما تشهده العديد من الدول العربية من اعتداءات إسرائيلية وغربية، ومساعي الكيان المحتل الذي يرتكب إبادة جماعية في غزة لتوسيع رقعة عدوانه إقليميا من جهة، وما يعكسه النفاق الغربي بالشعارات من ازدواجية بغيضة في التعاطي مع حقوق الإنسان وتفصيل معاييرها حسب المصالح والميول العدوانية، وإغفال حقوق الدول السيادية في الدفاع المشروع عن أراضيها والتصدي للاعتداءات من جهة أخرى.
إذاً مجموعة من التحديات الكبرى والظروف الراهنة الضاغطة تفرض نفسها على جدول أعمال القمة العربية في البحرين، وعدد من الأفكار والرؤى ستفرد على طاولات النقاش والحوار لتعزيز سبل التعاون البناء وتوطيده وتوسيع آفاقه، والأهم بلورة الرؤى التي نأمل أن تكون موحدة ومشتركة ببنود عملية ومواقف معلنة تجاه الأمور الأساسية والقضايا المركزية تنطلق من رغبة الشعوب العربية وتطلعاتها لدور عربي محوري له ثقله في ميزان التأثير العالمي، إضافة إلى اتخاذ تدابير ملموسة لرأب أي تصدعات في الجسور العربية، وتنحية أي خلافات أشعل فتيلها أعداء الأمة ويسعون لتأجيجها لتمزيق النسيج العربي وشرذمة دوله وتشتيت قدراتهم وإضعاف مكانتهم.
فالتحديات أمام الأمة جسام، والآمال المعقودة على مقاربة الآراء العربية بما يخدم تطلعات الشعوب وتلبية إراداتها بتوحيد الصف العربي والعمل المشترك مازالت كبيرة تحتاج لمخرجات نوعية فاعلة، فالعدوان المتواصل على غزة منذ أكثر من سبعة شهور وإمعان “إسرائيل” في انتهاكاتها الوحشية وضربها بحقوق الإنسان والقرارات الأممية عرض الحائط تحتم على العرب من منطلق عروبتهم ووحدة آلامهم وآمالهم لم الشمل والتكاتف والوقوف صفاً واحداً تجسيداً للتضامن العربي المشترك لنصرة القضية الفلسطينية العادلة ورفض أي استهداف لدول المنطقة بالإرهاب السياسي والعسكري والاقتصادي، ورفض الحصار الاقتصادي المجحف والظالم على الشعب السوري والإجراءات أحادية الجانب التي تمارسه أميركا وأتباعها من غرب متصهين.
رأب التصدعات في العلاقات البينية بين الدول العربية وتجاوز الخلافات يؤسس لمرحلة جديدة من العمل المشترك الفعال والنوعي لبلوغ الغايات السامية باستدامة الأمن والاستقرار الإقليميين عبر وقف التدخلات في الشؤون الداخلية للدول العربية وتوحيد الكلمة بين الأشقاء، وتقوية الأواصر المشتركة بما يعزز قوة ومنعة الدول العربية في مواجهة التحديات كافة وبالشكل الذي يعود بالخير المستدام على البلدان العربية وبالرفاه على شعوبها.
كثيرة هي آمال وتطلعات الشعوب العربية، وأولها لم الشمل العربي وتفعيل التعاون بين دوله بما يعود بالمنفعة والخير العميم على كل الشعوب العربية، فقوة الأمة العربية ومنعتها وتقدمها وتنميتها المستدامة ورخاء شعوبها منوط بوحدة كلمتها ولم الصف العربي وسد الثغرات التي يتسلل من خلالها أعداء الشعوب العربية لافتعال الفتن وتأجيج خلافات تهدم ولا تبني، تفرق ولا تجمع، وتشتت إمكانات الأمة بعيداً عن آمال شعوبها ورغباتهم، فما يجمعه الوجدان الجمعي العربي من آمال مشتركة للتلاقي على جسور التعاون ونبذ التفرقة الهدامة وتوحيد التعاون العربي المشترك وتفعيله في كل المجالات ذلك أكثر إثراء لمتانة الأمة وقوة كلمتها، لتعيد ترسيخ دورها الحضاري المشرق بين الأمم انطلاقاً من إمكاناتها ومقدراتها وارتكازاً على موقعها الجيوسياسي الاستراتيجي المهم في معادلات القوة والتأثير، وفي أي تحالفات دولية استراتيجية قوية في عالم بدأ ينفض عنه غبار السطوة الأميركية الأحادية ويتجه نحو التعددية القطبية التي تحترم سيادية الدول واستقلالية قراراتها وتراعي مصالح شعوبها وسلامهم ومنفعتهم ورخائهم.

آخر الأخبار
التسوق الإلكتروني.. فرصة اقتصادية أم تهديد للمتاجر الصغيرة؟ تفعيل دور القضاء في السياسات التعليمية  الإصلاح والواقع المعيشي.. خياران أحلاهما مر  أمام  قرار رفع الكهرباء   الربط البري بين الرياض ودمشق..فرص وتحديات اقتصادية  في عالم الأطفال ..  عندما  تصبح الألعاب أصدقاء حقيقين   الأسعار الجديدة للكهرباء تشجع على الترشيد وتحسن جودة الخدمة  تعادل سلبي للازيو في السيرا (A) بايرن ميونيخ يشتري ملعباً لفريق السيدات ميسي يتحدى الزمن ويُخطط لمونديال (2026)  مونديال الناشئين.. (48) منتخباً للمرة الأولى ونيجيريا (الغائب الأبرز)  اللاذقية تُنظِّم بطولة الشطرنج التنشيطية  ملعب في سماء الصحراء السعودية سوريا في بطولة آسيا للترايثلون  "بومة" التعويذة الرسمية لكأس العالم تحت (17) سنة FIFA قطر  رسمياً.. سباليتي يخلف تودور مدرباً لجوفنتوس بطولة الدرع السلوية.. الشبيبة وحمص الفداء إلى المربع الذهبي "ما خفي أعظم" بين الناس والمؤسسات المالية والمصرفية !      السوريون يستذكرون الوزير الذي قال "لا" للأسد المخلوع   خطة الكهرباء الجديدة إصلاح أم عبء إضافي ؟   العثور على رفات بشرية قرب نوى في درعا