فؤاد الوادي:
تنعقد قمة البحرين في ظل ظروف عربية ودولية بالغة الأهمية والحساسية، حيث لاتزال منظومة العمل العربي المشترك شبه متوقفة عن إنتاج أية قرارات فاعلة ومؤثرة على الأرض.
وبرغم العناوين العريضة لهذه القمة والتي تشكل بذات الوقت آمالاً طموحة وغير مستحيلة التحقق للجماهير العربية، إلا أن تشغيل وتفعيل منظومة العمل العربي المشترك الكبيرة بإمكانياتها وقدراتها البشرية والمادية والاقتصادية والسياسية والثقافية، لايزال بحاجة إلى إرادة عربية حقيقية تنقل العمل العربي الرسمي من الورق إلى الواقع الذي يبدو في أمس الحاجة إلى تكاتف وتوحد عربي لحل القضايا العربية وتحقيق أحلام وطموحات الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج.
قمة البحرين تنعقد وسط الأمواج الهائجة، لاسيما في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية التي تشنها “إسرائيل” على الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة الذي حولته الأخيرة إلى مقبرة جماعية للشعب الفلسطيني، وهذا ما يلقي على هذه القمة مزيداً من الأحمال والأثقال وسط هذه الأمواج الهائجة والتي تحاصر الإرادة والعمل والحلم العربي من كل اتجاه بغية إغراق وقتل ما تبقى منه.
قد تكون أجندة القمة محملة بالعديد من الأمور والأولويات والقضايا العربية والدولية الهامة والملحة، سواء الاقتصادية منها أم السياسية، لكن من المؤكد أن في مقدمة تلك الأولويات هو المسارعة إلى وقف آلة القتل الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية عموماً، وفي قطاع غزة على وجه الخصوص، خاصة وأن الكيان الصهيوني وبعد نحو سبعة أشهر من عدوانه الوحشي على القطاع لم يحقق شيئا من أهدافه المعلنة، سوى نشر الموت والدمار ورفع معنوياته المنهارة، وهذا لا يكون، أي وقف آلة القتل الإسرائيلية، إلا بقرارات فاعلة على الأرض، تكون منعكساً وتجسيداً لتطلعات الشعوب العربية بالدرجة الأولى، وتكون منعكساً وتجسيداً لوحدة الصف والرأي العربي في مواجهة الاستهداف الإسرائيلي والغربي للهوية العربية والتاريخ المشترك والانتماء المتجذر في الإنسان العربي للوطن والمستقبل الواحد بالدرجة الثانية.
