الثورة – آنا عزيز الخضر:
اتسمت عروض المسرح الجامعي بواقعيتها، وتصديها لمضامين نوعية، حملت بين سطورها مسؤولية ثقافية وإنسانية تجاه المجتمع، فبرز بين تفاصيلها الجهد والمحاولة الحثيثة لتقديم رسالة إنسانية سامية، تليق بمهمة المسرح، كما برز العمق في أبعاد المفاهيم عبر آليات الطرح والمعالجة لبلورة ذاك الهدف، وتطفو بالتالي رغبة عشاق المسرح بالنهوض المستمر بما يقدمه.
من تلك العروض كان “قصة حديقة الحيوان “على مسرح القباني بدمشق، قدمتها الفرقة المسرحية الخاصة بفرع حماة للاتحاد الوطني لطلبة سورية، تأليف أدواردو أولبي، والمخرج يوسف شموط، وقد نال العرض في المهرجان العديد من الجوائز جائزة تمثيل وجائزة لجنة التحكيم الخاصة.
يتحدث العرض عن انكفاء الناس عن بعضهم البعض والانعزال، فقد برزت في حياتهم متغيرات ومعطيات، جعلت سيرورة حياتهم في سياق من الانعزال النفسي، ووصل إليه الناس في المجتمعات البشرية كافة، هذا الانعزال أدى بدوره إلى انحسار التواصل الإنساني بكل أشكاله ومعانيه، وصولاً إلى حالة تصل إلى الوحشية، وتغييب المشاعر الإنسانية إلى حد تضل القيم فيها طريقها، وتكثر الأذية والقسوة، لتبدو كل منهما حالة طبيعية للبشر أو ما يقابلها من اللامبالاة والوجع والجراح.
حول العرض تحدثت بطلة العرض ديانا الحمصي لـ”الثورة” قائلة: فكرة العرض تتحدث عن الانعزال الذي وصل إليه البشر في ظل التطور، وما يسمى عالم الحداثة، ويحل انعدام التواصل الإنساني مكان العلاقات الإنسانية الجميلة، المليئة بالألفة والمحبة والتعاضد، مما يؤدي إلى العيش بوحشية كالحيوانات، وأهمية الفكرة هو التنبيه والتذكير والإلحاح على وجود مشاعر إنسانية جميلة داخل النفس البشربة، وضرورة العودة إليها، والتمسك بها.
ومسؤولية المسرح في هذا السياق تسليط الضوء على سلبيات المجتمع والإنسان، لتجنبها وتجاوز تبعاتها البشعة.. العرض تمثيل ساندي جربوع، ديانا حمصي.