“ميدل ايست منتيور”: وزيرة خارجية ألمانيا: أحكام “العدل الدولية” بحق”إسرائيل” ملزمة ويجب تنفيذها

الثورة – ترجمة غادة سلامة:

إن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها المسؤولون الألمان والتي تؤيد استقلال المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، وإظهار القلق بشأن الخسائر البشرية الفلسطينية في رفح، كانت بمثابة عملية توازن لحفظ ماء الوجه. لكن بالنسبة للفلسطينيين، فإن هذا  الشيء جاء متأخر جداً.
ففي الشارع يقف طلاب جامعة هومبولت. وعلى بعد بضعة بنايات فقط، يتظاهر الناس والطلاب المؤيدون لفلسطين أمام كلية العلوم، بعد أن أطلقوا عليها اسم معهد جباليا تضامناً مع الضحايا في غزة. وتستمر الاحتجاجات الحاشدة مع تواجد كثيف للشرطة، حيث تقوم الشرطة الألمانية بطرد الطلاب المتظاهرين بالقوة، وضرب بعضهم، بل وإصابة مصور فيديو.
هذا و تتزايد الدعوات في ألمانيا لوقف إطلاق النار مع تزايد عدد الضحايا الفلسطينيين بسبب العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة على غزة ورفح وغيرها من المدن الفلسطينية.
حيث قتل أكثر من 45 شخصاً في غارة جوية إسرائيلية دامية على رفح يوم الأحد الفائت. وانتشرت مقاطع فيديو لجثث محترقة، بما في ذلك أطفال مقطوعة الرأس، على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، مما أثار رد فعل قوياً غير عادي من وزارة الخارجية الألمانية.
وقالت وزارة الخارجية على قناة X : “إن صور الجثث المتفحمة، بما في ذلك الأطفال، من الغارة الجوية الإسرائيلية على رفح لا تطاق”. “يجب توضيح الظروف وفتح تحقيق ضد  “إسرائيل” بسرعة. ويجب توفير حماية أفضل للسكان المدنيين في غزة بشكل عاجل.”.
وكشف استطلاع للرأي أجري في شهر آذار الماضي أن الغالبية العظمى من الألمان لا توافق على الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة، قائلين إن تصرفات تل أبيب ومجازرها بحق الشعب الفلسطيني لا تطاق، على الرغم من أن ألمانيا هي ثاني أكبر مورد للأسلحة إلى  إسرائيل حيث تمثل 47 في المئة من إجمالي الأسلحة الواردة لإسرائيل بعد الولايات المتحدة.
وذكرت وسائل إعلام ألمانية أن “نحو 69% من الألمان قالوا إنهم يعتقدون أن العمليات العسكرية الإسرائيلية الوحشية على غزة وقتل الأبرياء غير مبررة لأنها أودت بحياة  الآلاف من المدنيين”. و”أعرب 18% فقط عن تأييدهم للهجوم العسكري الإسرائيلي المستمر” على غزة.
وفي تحول عن الخطاب الألماني المعتاد المؤيد لإسرائيل، اتهم نائب المستشارة الألمانية ووزير الشؤون الاقتصادية وحماية المناخ، روبرت هابيك، “إسرائيل” بانتهاك القانون الدولي بأفعالها في قطاع غزة.
وقال هابك إن ألمانيا شددت مراراً وتكراراً على أنه لا ينبغي لإسرائيل أن تنفذ الهجوم على رفح. وحث على الالتزام بالقوانين الدولية، وأكد أن “المجاعة، ومعاناة السكان الفلسطينيين، والهجمات الوحشية على قطاع غزة  – تتعارض مع القانون الدولي”.
وفي الوقت نفسه، أكدت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك أيضاً أن أحكام محكمة العدل الدولية، التي تأمر “إسرائيل” بوقف عدوانها لرفح، ملزمة ويجب تنفيذها.
عندما أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان في 20 أيار أنه يسعى لإصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير حربه. وكان المتحدث باسمه شتيفن هيبستريت قد ألمح إلى أن ألمانيا “ستلتزم بالقانون” وستعتقل قادة الحرب الإسرائيليين.
وكانت الانقسامات في ردود أفعال الحلفاء الأوروبيين والغربيين الآخرين لإسرائيل وجيران ألمانيا واضحة أيضاً، على الرغم من إشارة كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى أن دول الاتحاد الأوروبي “ملزمة بتنفيذ قرارات المحكمة”.
إن حكم محكمة العدل الدولية، الذي أمر “إسرائيل” بوقف عملياتها في رفح والانسحاب من القطاع، وتجاهل “إسرائيل” وانتهاكها للأمر، دفع الاتحاد الأوروبي في وقت لاحق إلى تغيير موقفه ولو بشكل طفيف منها.
وهكذا تجد “إسرائيل” نفسها عند منعطف حرج. وبينما يواجه المجتمع الدولي ضغوطاً من داخل أراضيه لإدانة الأعمال العسكرية الوحشية وحرب الإبادة الجماعية التي تمارسها “إسرائيل” في غزة ورفح وكافة المدن الفلسطينية، فقد أصبح المجتمع الدولي ينتقد بشكل متزايد هجوم “إسرائيل” على قطاع غزة و رفح، مع ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين.
المصدر : ميدل ايست منتيور